○○ سلسلة شرح شمائل النبي ﷺ ○○ للإمام: أبي عيسى الترمذي رحمه ا | ✍ ͜ الفَوائِد للْعَلامَة عَبْدُ الرَّزَّاق بن عَبْدِ الْمُحْسِنِ الْبَدْر حَفِظَهُ اللهَ تعالى.
○○ سلسلة شرح شمائل النبي ﷺ ○○
للإمام: أبي عيسى الترمذي رحمه الله
الشرح لفضيلة الدكتور / عبدالرزاق بن عبد المحسن البدر -حفظه الله
══════ ❁ ✿ ❁ ══════
ــ✿ العـــ ــدد ✿ــ
══════ ❁ ✿ ❁ ══════
وصلنا إلى قول الشارح -حَـفظُهُ الله- :
《 وقد رتّب اﻹمام الترمذي رحمه الله كتابه ( الشَّمَائِل ) ترتيبا دقيقا ، وقسمه تقسيما بديعا ، فجعله في ستة وخمسين بابا ، وجمع فيه خمسة عشر وأربعمائة حديث عن رسول الله ﷺ .
فبدأ بذكر صفات النبي ﷺ الخَلْقية من حيث طوله ، ولون بشرته ، وذكر شعره ، وصفة وجهه ، وغير ذلك من صفاته الخَلْقية ﷺ .
↫ ثم أتبع ذلك رحمه الله بالكﻻم على حاجياته ﷺ ومقتنياته ومتاعه ، فذكر ما يتعلق بسيفه ، وما يتعلق بلباسه ، ونحو ذلك من اﻷمور .
ثم انتقل رحمه الله إلى الكﻻم عن شمائله وأخﻻقه وآدابه ومعاملاته ﷺ .
ثم ذكر عباداته .
وختم كتابه : برؤيته ﷺ في المنام ، فذكر في ضمن ما ذكر من اﻵثار ضوابط هذه الرؤية ، ومدى صدقها إن كانت وقعت للعبد ، ومن ضوابط هذه الرؤيا - كما سيأتي في خاتمة الكتاب إن شاء الله تعالى - العلم بصفاته ﷺ ، ولهذا لما قال رجل لابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : إني رأيت النبي ﷺ ،
قال :( صف لي من رأيت ) فلما وصف الرجل من رأى في المنام ، َقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما :( لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا )
فكان من جميل صنيع المصنف رحمه الله : أن بدأ الكتاب بذكر صفات النبي ﷺ الخَلْقية ، ثم ختمه بالرؤية ، وقد قال ﷺ :« مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي » .
فإذاً معرفة صفة النبي ﷺ لها فوائد عظيمة ، من جملتها ما يتعلق بالتحقق من صحة الرؤية أو عدم صحتها ، وقد زلت في هذا الباب أقدام وضل أقوام ، فكم من أناس أتاهم آت في المنام وقال : إنه رسول الله ﷺ ، لكن لا تكون الصورة التي رآها صورة النبي ﷺ التي نقلت في كتب الشمائل وكتب السير ، فﻻ يكون هذا الذي رآه هو رسول الله ﷺ .
وكم من إنسان وقع في بدع وانحرافات وعبادات وأذكار ما أنزل الله بها من سلطان بزعم أنها مبنية على رؤية النبي ﷺ في المنام ، مع أنه ﷺ لم يمت إلا بعد أن أكمل الله به الدين وأتم به النعمة ، قال تعالى :
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ .
ثم إن هذا الكتاب سماه مصنفه رحمه الله :
( شمائل النبي ﷺ ) ويعرف ذلك من نسخ الكتاب الخطية العديدة ، حيث كتب عليها ( شمائل النبي ﷺ ) ويعرف كذلك من تسمية أهل العلم المتقدمين لهذا الكتاب ، وقد يختصره بعضهم - كما مر في كﻻم ابن كثير - فيسميه ( الشَّمَائِل ) بحذف المضاف إليه والتعويض عنه بـ( ال ) التعريف ، وهذا الاختصار يأتي كثيرا عند أهل العلم ،
فيقال :( العمدة ) بدلا من ( عمدة اﻷحكام )
و ( الميزان ) بدلا من ( ميزان الاعتدال )
و ( الفتح ) بدلا من ( فتح الباري) و ( التيسير ) بدلا من ( تيسير العزيز الحميد ) ... وهكذا .
وأضاف بعض المتأخرين إلى ( الشَّمَائِل ) إضافة فقال :( الشَّمَائِل المحمدية ) وهذه اﻹضافة متأخرة ، وإن كانت لا إشكال فيها من حيث المعنى .
وقد يسر الله لي - وهو المعين والموفق - إعداد هذا الشرح لكتاب الشَّمَائِل ، وجعلته شرحا متوسطا ليس بالطويل الممل ، ولا بالقصير المخل ، راجيا من الله أن ينفع به ، وأن يتقبله بقبول حسن ، وأشرع اﻵن في المقصود مستعينا بالله - جل وعلا - طالبا عونه وتيسيره وتوفيقه ، فإنه وحده الموفق لا شريك له .
ــــــــ
- نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم بمشيئة الله تعالى وتوفيقه -