Get Mystery Box with random crypto!

○○ سلسلة شرح شمائل النبي ﷺ ○○ للإمام: أبي عيسى الترمذي رحمه ا | ✍ ͜ الفَوائِد للْعَلامَة عَبْدُ الرَّزَّاق بن عَبْدِ الْمُحْسِنِ الْبَدْر حَفِظَهُ اللهَ تعالى.

○○ سلسلة شرح شمائل النبي ﷺ ○○

للإمام: أبي عيسى الترمذي رحمه الله

الشرح لفضيلة الدكتور / عبدالرزاق بن عبد المحسن البدر -حفظه الله

══════ ❁ ✿ ❁ ══════

ــ العـــ ــدد ــ

══════ ❁ ✿ ❁ ══════



[ بابُ مَا جَاءَ فِي خَلْقِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ]

❍ قال الشارح -حَـفظُهُ الله- :

《 عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة لبيان ما يتعلق بصفات النَّبِيِّ ﷺ الخَلْقية - بفتح الخاء - من حيث الطُّول و اللَّون والشَّعْر وغير ذلك .
↫ وأما صفاته الخُلُقية - وهي كثيرة - فسيأتي ذكرها - إن شاء الله - في تراجم لاحقة .

● وقد أكرم الله نبينا ﷺ بأكمل وأجمل الصفات الخَلْقية ، كما أنه أكرمه سبحانه وتعالى بأفضل الصفات الخُلُقية .
قال شيخ اﻹسﻻم ابن تيمية -رحِــمُه الله- في كتابه ( الجواب الصحيح ) وهو يتحدث عن آيات نُبُوَّته ﷺ : ( وكان خَلْقه ﷺ وصورته من أكمل الصور و أَتَمّها وأجمعها للمحاسن الدَّالَّة على كماله ) .

فأكرمه الله بخَلْق حَسَنٍ وصورة جميلة ، واجتمعت فيه المحاسن .

قال المصنف رحمه الله :

[ ١ ] حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن ِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك ٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُول ُ:« كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِن ِ،
وَلَا بِالْقَصِير ِ، وَلَا بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَق ِ،
وَلَا بِالْآدَمِ ، وَلَا بِالْجَعْدِ الْقَطَط ِ،
وَلَا بِالسَّبْطِ ، بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِين َ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِين َ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَة ً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ » .

□ قوله رضي الله عنه : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِن ِ، وَلَا بِالْقَصِير )
بيان لطوله ﷺ وأنه رَبْعَة ، أي : متوسِّط بين ( الطَّوِيل البائن ) المُفرِط في الطُّول ،
وبين ( القَصِير ) الذي اجتمع جسمه قِصَرًا ، وكان ﷺ إلى الطُّول أقرب منه إلى القِصَر كما جاء ذلك مُصَرَّحًا به في بعض الرِّوَايَات ،
ولهذا وصفه أنس - ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻨْﻪُ- بأنه :
( لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِن ) ولم يذكر وصفا مقابلا في القِصَر ، لأنه - عليه الصﻻة والسﻻم - إلى الطُّول أقرب .

□ وقوله :( الْبَائِن ) قيل : هو من بانَ يَبين ، بَيانًا إذا ظهر ، وقيل : من بانَ يبون ، بَوْنا إذا بعد

⇦ والمعنى أنه ﷺ لم يخرج بطُوله عن حَدِّ الاعتدال .

□ وقوله :( وَلَا بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَق وَلَا بِالْآدَمِ ) بيان للونه ﷺ ، يقال أبيض أَمْهَق ، إذا كان بياضه بياضا خالصا لا يخالطه سُمْرَة ولا حُمْرَة ولا غير ذلك ،
و ( الْآدَم ) هو اﻷسمر ، والمعنى : أنه ﷺ ليس بالشديد البياض ، ولا هو أيضا باﻷسمر ، وإنَّما لونه ﷺ - كما سيأتي في بعض اﻷحاديث - بياض مشْرَبٌ بحُمْرَة .

□ وقوله :( وَلَا بِالْجَعْدِ الْقَطَط ِ، وَلَا بِالسَّبْطِ )
بيان لصفة شَعْره ﷺ ، وأنه وسط ليس
( بِالْجَعْدِ الْقَطَط ) وهو شديد التَّثَنِّي والجُعودة المتداخل بعضه في بعض ، المُتَلَوِّي بعضه على بعض لجُعودته ،
( وَلَا بِالسَّبْطِ ) وهو الشَّعْرُ المُسْتَرْسِلٌ ، وإنَّما هو وسط بين ذلك .

□ وقوله :( بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَة ) أي : أنه ﷺ نُبِّئ عندما أَتَمَّ من العُمُر أربعين سنة .

□ وقوله :( فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِين ) بعد البِعْثَة ، وقد جاء في بعض الرِّوَايَات ( ثلاث عشرة سنة ) وهي المدة التي أقامها النَّبِيّ ﷺ في مكة بعد البِعْثَة ، فهو بُعِثَ على رأس اﻷربعين ، وهاجر بعد أن أكمل ثﻻث عشرة سنة نبيا ، ( و يُحْمَل قول من قال : عشر سنين ، على مدة إظهار ٱلنُّبُوَّةَ ، فإنه لما بُعِثَ استخفى ثلاث سنين ) .

وأوضح من هذا أن يُحْمَل قول من قال عشر سنين على ما كان بعد نزول ( الْمُدَّثِّر ) و أَمْرِهِ باﻹنذار ،
ومن قال ثﻻث عشرة سنة ، أضاف إليها الثلاث السنوات التي كانت قبل اﻷمر باﻹنذار ، أو أنَّ الرَّاوِي ألغى الكسر .

□ وقوله :( وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِين َ) أي : أقام بعد الهجرة بالمدينة عشر سنين .
□ وقوله :( وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَة ) الثابت أنَّ الله تعالى تَوَفَّاهُ على رأس ثلاث و سِتِّينَ سنة ، فتحْمَل هذه الرِّوَايَة على إلغاء الكسر .

□ وقوله :( وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاء ) أي : أنَّ الشيب في لحيته ﷺ وفي رأسه كان قليلا بحيث لا يصل إلى عشرين شَعْرة .

ــــــــ
- نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم بمشيئة الله تعالى وتوفيقه -
ــــــــ