Get Mystery Box with random crypto!

فبعد الدخول من الباب الرئيس نصادف على يميننا مبنى 'العيادات' و | ((أبن____الشرقية))

فبعد الدخول من الباب الرئيس نصادف على يميننا مبنى "العيادات" وعلى يسارنا مبنى مكونا من 6 طوابق، الأرضي منها يحوي أقسام: الإسعاف، المخبر، المطعم، يليه الطابق الأول الذي يضم: مكتب مدير المشفى، قسم الأشعة والتصوير، قسم أمراض الكلى، مكتب رئيس التمريض، فالطابق الثاني الذي يحتوي: قسم العمليات، العناية المشددة، الصيدلية والتعقيم.
ويضم الطابق الثالث قسمي العينية والعظمية، وهذان القسمان تم ترحيلهما إلى مبنى آخر، بعد تحويلها إلى جناح كامل خاص بأسماء الأسد.
الطابق الرابع يضم قسمي الأذنية والجراحة العامة، فيما يقع قسما القلبية والعصبية في الطابق الأخير من المبنى، الذي يتصل بمبنى آخر أقرب إلى طريق قصر الشعب مؤلف من 5 طبقات عبر نفق تحت الأرض بطول 75 مترا وعرض مترين تقريبا، مخصص لنقل المرضى وجثث المتوفين إلى المبنى القريب لطريق القصر، حيث تتوضع هناك ثلاجة الموتى.
في قلب المشفى تقريبا يقع "البناء القديم" الذي يضم كلا من: مكتب ضابط الأمن، مكتب ضابط الإدارة، قسم الذاتية، قسم الديوان، قسم المالية.
وبقرب "المبنى القديم" هناك ما يسمى "الندوة" التي تباع فيها مأكولات ومشروبات، وقربها ما يصطلح على تسميته "الحديقة".
وفي أقصى يسار المكان تقع مهاجع العساكر ومستودعات المشفى وعلى مقربة منها "قسم الرضوض"، ثم الكازية (محطة الوقود) وقسم الآليات، وأخيرا الرحبة (المرآب) الذي تحول إلى مكان لإلقاء الجثث وتغليفها قبل ترحيلها.

• 70 جثة وسطيا كانت تخرج كل أسبوع، ما جعل المشفى "خط إنتاج" نشطا يعادل فرع مخابرات بكامله
وفي كل هذه الأقسام والأبنية يتوزع عسكريون (ضباط وصف ضباط وجنود) ومدنيون، لهم مشاركات مختلفة في جرائم القتل والتعذيب، ولكن المقر الرئيس الذي يتم فيه كل ذلك هو "قسم الرضوض"، الذي تحول إلى مسلخ رسمي و"خط إنتاج" موت لا يتوقف.
•- ولم يكن اختيار مخابرات النظام لقسم الرضوض عن عبث، فهو قسم "منعزل" وموجود في أقصى المشفى بعيدا عن عيون وأسماع من يرتادونه، وهو أيضا قسم غير ضخم من ناحية المساحة إذا يقتصر على حوالي 5 غرف، زودت نوافذها بـ"شبك"، وعليه فقد كان المكان "نموذجيا" جدا في انعزاله وضيقه ليكون مركزا للتعذيب والقتل.

@- المشهد الأقسى
وبهذه المناسبة يتذكر المصدر كيف حاول فريق من الأمم المتحدة ربيع 2012 زيارة المشفى والتجول فيه للاطلاع على ما يثار بشأنه، فما كان من مخابرات النظام إلا افتعال مسرحية تحريض توضح امتعاض ورفض "المدنيين" الموجودين للوفد وتنديدهم بالأمم المتحدة، وهكذا غادر الوفد تحت ضغط "الاستياء والاحتقان الشعبي" دون أن يستطيع الولوج إلى الداخل وتفقد أقسام المشفى.

•- ورغم وجود عدد كاف من الشبيحة المحقونين طائفيا لممارسة أقسى أنواع الانتهاكات ضد المعتقلين بوصفهم "إرهابيين" فإن مخابرات النظام لم تكل الأمر كليا إلى هؤلاء، بل عينت على المبنى حرسا ومشرفين من عندها، يستعينون –وقت اللزوم- بطاقم القسم.
•- ومنذ تحويله إلى سجن ومركز قتل، صار الاقتراب من قسم الرضوض محرما على من يخدمون في المشفى إلا أن يكونوا مارين بقربه لتنفيذ "مهمة"، مثل "تحميل" الجثث، وبات من الموبقات أو الجرائم التي لا تغتفر أن يخاطر أي مجند بمحاولة الدخول إلى المبنى أو استطلاع ما يجري فيه، لأن مصيره حينها لن يكون أفضل من مصير من "يحمل" جثثهم.
•- وهنا يؤكد مصدرنا إلى أنه لم يستطع إطلاقا الدخول إلى قسم الرضوض، لكنه كان يسمع أصوات التعذيب (بعضها فظيع) عندما يكون مارا بالمكان، أو عندما يكون الوقت ليلا، حيث تسكن الحركة ويمكن سماع الأصوات عن بعد.
•- ومع إن دخول قسم الرضوض كان ممنوعا إلا على عناصر المخابرات ومن يثقون فيهم، فإن "المجرمين" لم يكن لديهم ما يخفونه أو يخافون منه على ما يبدو، حيث أفاد المصدر أن جثامين من قضوا كانت تلقى أمام المبنى (ليشاهدها كل من يمر من طاقم المشفى) قبل أن يتم نقلها إلى الرحبة، وإنه شخصيا لا ينسى صورة الفتاة التي كانت ترتدي الأسود (الشهيدة رحاب علاوي التي كشفت زمان الوصل عن هويتها سابقا)، فقد كانت أقسى صورة علقت بمخيلته رغم بشاعة ما وقع على الجثث الأخرى.
•- وعما إذا كان المصدر قد عاين جثة امرأة أخرى، أجاب بلا، مؤكدا في نفس الوقت أنه رأى مرارا جثامين لأطفال يخمن أن بعضهم في أعمار تتراوح بين 14 و15 سنة.
•- غالب المجندين الإلزاميين هم من السنة، ولم يبق سوى خمسهم، فيما قتل أو انشق أربعة أخماسهم
•- وزيادة في التأكيد سألنا المصدر إن كانت كان تحميل الجثث التي تقي في قسم الرضوض يتم من القسم مباشرة، بخلاف الجثث التي تأتي من الأفرع الأمنية، فباغتنا المصدر بإجابة يقول فيها إن غالبية الجثث تخرج من قسم الرضوض، وقليل من الجثث تأتي من الأفرع الأمنية.
•- وهنا تدخلنا سائلين: إذا كان وسطي الجثث التي يتم تحميلها أسبوعيا 70 جثة، فهل يستحوذ قسم الرضوض على 60 جثة مثلا، فأجاب: نعم هو كذلك، فمشفانا يعادل فرع مخابرات بكامله!