Get Mystery Box with random crypto!

#مقبل_الوادعي قال أبو عبد الرّحمن مقبل بن هادي الوادعي - رحم | كـُـنّاشَــةُ أَبِــي حُــذَيْفَــةَ ضِـيف التّــاجْــنَانْــتِي

#مقبل_الوادعي

قال أبو عبد الرّحمن مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - :

إنّ من أعظم المصائب الّتي أصيب بها المسلمون : هو تفرّق الدّعاة إلى الله ، و يحرص أعداء الإسلام على تشتيت شملهم ، بل أعظم من هذا أنّهم يحرصون على أن يضربوا بعضهم ببعض.

و لو أنّ الدّعاة إلى الله عقلوا و رجعوا إلى سيرة سلفهم ، لوجدوهم قد اختلفوا في مسائل فلم يكن ذلك سببا لنيل بعضهم من بعض ، فاختلفوا اختلاف أفهام كاختلافهم في فهم قوله ﷺ : [ من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يصليّن العصر إلاّ في بني قريظة ] فمنهم من عمل بظاهر الحديث و لم يصلّ إلاّ في بني قريظة ، و منهم من فهم أنّ المطلوب هو المبادرة ، فلمّا خشي فوات الوقت صلّى في الطّريق ، و لم يعنّف النّبيّ ﷺ إحدى الطّائفتين.

بل أعظم من هذا أنّ النّبيّ ﷺ أخبر أنّ المجتهد إذا اجتهد و أخطأ فله أجر ، يقول ﷺ : [ إذا اجتهد الحاكم و أصاب فله أجران و إذا اجتهد و أخطأ فله أجر ].

و اختلف السّلف - رضوان الله عليهم - اختلاف تنوّع ، مثل اختلافهم في صفة التشهد في الصّلاة الواردة بكيفيّات شتّى ، و اختلافهم في الصّلاة على النّبيّ ﷺ ، فهذا يختار هذه الصيغة ، و ذلك يختار صيغة أخرى ، و لم يعب بعضهم على بعض.

و الّذي كان ينكره السّلف هو اختلاف التضادّ ، و هو أن يردّ الشّخص حديثا صحيحا بدون تأويل.

و لم يكن السّلف الصّالح متفرّقين جماعات جماعات ، كلّ جماعة قد اتّخذت لها رأسا جاهلا مفتونا بالزّعامة يضلّل الآخرين ، و يحذّر منهم ، بل كانوا أمّة واحدة ، يوالون في الله ، و يعادون في الله كما أرشدهم ربّهم بقوله : { إنّما وليّكم الله و رسوله و الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصّلاة و يوتون الزّكاة و هم راكعون } [ المائدة : ٥٥ ].

و إنّنا لسنا نستغرب اختلاف الملوك و الرّؤساء لأنّهم أصحاب دنيا ، و لكن الّذي يجرح القلب هو اختلاف الدّعاة إلى الله ، و يحقّقون ما يريده أعداؤهم من الفرقة.

إنّنا لسنا ندعو جماعة من الجماعات إلى أن تترك آراءها لآراء الجماعة الأخرى ، و لكنّنا نقول : لتترك الجماعات كلّها آراءهت و تحتكم إلى كتاب الله و سنّة رسول الله ﷺ ، كما قال تعالى : { و ما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } [ الشورى : ١٠ ] { فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله و الرّسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا } [ النّساء : ٥٩ ].

إنّني أعلم علما يقينا أنّ غالب الأتباع في الجماعات لا يريد إلاّ الحقّ ، و لو علم أنّ هذا التفرّق لا يجوز في الدّين لترك اتّباع رئيسه المتعصّب الأعمى المفتون بالزّعامة حتّى و لو ضحّى بالإسلام.

المخرج من الفتنة صـ ٥ - ٦ ط. مكتبة صنعاء الأثريّة

t.me/abo_hedaifakù