2020-07-19 17:06:19
* سيرة المحبوب صلى الله عليه وسلم*
الجلسة: ثلاث مائة واثنان وستون
من أحداث السنة الثامنة.
*عَتْبُ الأنصار وخطبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم:*
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الناس من الغنائم إلا الأنصار رضي الله عنهم أجمعين، فوجدوا[حزنوا] على رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أنفسهم، وقال أحداثهم[شبابهم]:
يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم! يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. متفق عليه.
وفي رواية أخرى قالوا: إذا كانت الشدة فنحن نُدعى، وتُعطى الغنائم غيرنا. متفق عليه.
وكثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه. رواه أحمد
فانطلق سعد بن عبادة رضي الله عنه سيد الأنصار، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه، وقال: يا رسول الله! إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت..
فقسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟».
قال: يا رسول الله! ما أنا إلا امرؤ من قومي. رواه أحمد.
فقال رسول الله: «فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ».
فخرج سعد، فجمع الأنصار في قبة من أُدم، فلما اجتمعوا أتاه سعد، فقال: يا رسول الله! قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار.
فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل الخطاب خاصت بهم دون غيرهم.. وخطب فيهم أبلغ كلمات في الحب والعتاب..
حمد الله، وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال:
«يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ، وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ..
أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ؟
وَمُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي؟
وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي؟».
قالوا: بل الله ورسوله أَمَنُّ وأفضل..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تُجِيبُونِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟».
قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول
الله ؟ ولله ولرسوله المن والفضل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ، وَلَصَدَقْتُمْ، وَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلا فَأَغْنَيْنَاكَ»..
ثم قال صلى الله عليه وسلم: «أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ فِي لُعَاعَةٍ[شيء يسير من الدنيا] مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا أَقْوَامًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَّلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ؟
أَفَلاَ تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رِحَالِكُمْ؟
فَوَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ
وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ..
الأَنْصَارُ شِعَارٌ[ الثوب الذي يلي الجسد]، وَالنَّاسُ دِثَارٌ[ هو الثوب فوق الشعار]..
اللَّهُمَّ ارحَمِ الأَنْصَارِ.
وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ.
وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ»..
فبكى الأنصار رضي الله عنهم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسمًا وحظًا.
متفق عليه
* يا سادة: كلنا يخطيء.. كلنا قد تأخذه الدنيا بعيدًا.. كلنا قد ينجرف مع التيار .. المهم أن نصحح المسار، وأن نعود دون انهيار*.
* أيها المحترم.. خذ هذا المثل: لون الملح كلون السكر.. ولكن ستعرف الفرق بينهما بعد التجربة... العبرة : (لا تصدر الاحكام جذافا..)*.
* "إذا كانت الشدة فنحن نُدْعى، وتُعطى الغنائم غيرنا"! احذر أن تشاهد نفسك، أو تشاهد عملك*.
* (يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم ؟) لا تعاتب قبل أن تستفسر عن الخطأ لعل له عذرآ أو مخرجاً.*.
* (يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم ؟) لا تخفِ مآخذك على أحبابك.. عالجها الآن*.
* يا معشر الأنصار.. ..ما مقالة بلغتني عنكم )؟؟ موقفٌ يفيض صدقا ووضوحًا وحبًّا وعقلاتية.. (ما أحوجنا لهذه الشفافية في كل علاقاتنا الانسانية)*
* رسولنا لم ينكر عليهم سخطهم، وعالج الأمر بكل حب وروية.. ( عالج القضية عند هدأة بركانك)*.
* نحتاج لفهم احتياجات الآخرين واهتماماتهم*.
* (أَلَمْ آتِكُم ضُلالا فَهَداكُم الله ، وَعَالةً فَأغْناكُم الله ، وأَعْدَاءً فألَّفَ بَيْن قُلُوبِكم؟)... من الوفاء الجميل أن تبث امتناناتك لأهل الفضل*.
* (أَلَمْ آتِكُم ضُلالا فَهَداكُم الله ) أرأيتم هو أخفى حظ نفسه في دعوته.. (روحي له الفداء)*.
* (ومتفرقين فألفكم الله بي..) رسولنا رسول المحبة يا سادة*.
* (وعالة فأغناكم الله بي..) غنى القلوب بالانتساب للمحبوب*.
* (بَلِ اللَّـه وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وأفضل) الأدب جمال يمتد جذوره في أنفس العاقلين*
* ( بل لله ورس
492 viewsنبض aقلبي , 14:06