Get Mystery Box with random crypto!

[المقال (206)] بسم الله الرحمن الرحيم ● أنصح الناس ● الحمد لل | كشكول عزالدين أبوزخار للبحوث والمقالات العلمية

[المقال (206)]
بسم الله الرحمن الرحيم
● أنصح الناس ●

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد وقفت على كلام لا ينبغي السكوت عليه، في نسخة (pdf) لكتاب ((شرح الأصول الثلاثة)) للشيخ عبد العزيز الراجحي وفقه الله؛ جاء عند قول المؤلف: ((اعلم رحمك الله)) في (ص 13): ((والعلماء أنصح الناس للناس)) اهـ.
وهذا الإطلاق فيه ما فيه.
ولا شك أن أنصح الناس الأنبياء ثم يأتي وراثهم وهم: العلماء.
أما في المطبوع دار الوطن الطبعة الثانية حذفت هذه الجملة.
أما الصوتية جاء في الشريط الأول الدقيقة (8:40) قال: ((والعلماء أنصح الناس للناس، العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء، أنصح الناس للناس الأنبياء، ثم العلماء)) اهـ.
والله أعلم أن كلامه زلة لسان وذلك لآنه استدرك على نفسه بقوله: ((أنصح الناس للناس الأنبياء)).
والعلماء وراث الأنبياء وهم من أنصح الناس لعباد الله.
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).
أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني.
فأنصح الناس للناس الأنبياء.
قال ابن القيم رحمه الله في ((الصواعق المرسلة)): ((وأخبر عن رسله بأنهم أنصح الناس لأممهم)) اهـ.
ونبينا عليه الصلاة والسلام أنصح لنا من العلماء، فهو أنصح الناس.
قال ابن عبد البر رحمه الله في ((التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد)): ((لأن الخل مال وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن يخللها لقوله صلى الله عليه وسلم نعم الإدام الخل ولأنه صلى الله عليه وسلم أنصح الناس للناس وأدلهم على قليل الخير وكثيره)) اهـ.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله كما في ((الفتاوى الكبرى)): ((ورسول الله صلى الله عليه وسلم أنصح الناس لأمته)) اهـ.
وقال البقاعي رحمه الله في ((نظم الدرر)): ((فقال: {ولقد} أي: والحال أنهم قد {جاءتهم رسلنا} أي: على ما لهم من العظمة بإضافتهم إلينا واختيارنا لهم لأن يأتوا عنا، فهم لذلك أنصح الناس وأبعدهم عن الغرض وأجلّهم وأجمعهم للكمالات وأرفعهم عن النقائص)) اهـ.
وقال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه)): ((فكان عليه الصلاة والسلام أحرص الناس على إقامة أمر الله في أرضه سبحانه. وكان أنصح الناس للناس عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))، وبايع صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، على أن ألا يشركوا بالله شيئا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم، إلى آخر ما جاء في البيعة المعروفة)) اهـ.
وقال رحمه الله في ((التحقيق والإيضاح)): ((ولو كان شد الرحال لقصد قبره عليه الصلاة والسلام أو قبر غيره مشروعا لدل الأمة عليه وأرشدهم إلى فضله ، لأنه أنصح الناس وأعلمهم بالله وأشدهم له خشية، وقد بلّغ البلاغ المبين ودل أمته على كل خير وحذرهم من كل شر)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((لقاء الباب المفتوح)): ((لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((غسل الجمعة واجب على كل محتلم)) ونحن نعلم أن أبلغ الناس في التعبير وأفصحهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أن يطلق على شيء ليس بواجب أنه واجب، ونعلم أيضاً أن أنصح الناس في بيان مراده وهداية الخلق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم)) اهـ.
وقال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في ((شرح سنن أبي داود)): ((أورد أبو داود رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم)، وهذا من كمال وحسن خلقه صلى الله عليه وسلم، ورفقه بأمته، وحرصه على إفادتها والنصح لها، فهو أنصح الناس للناس، وهو أكمل الناس نصحاً، وأكملهم بياناً، وأفصحهم لساناً عليه الصلاة والسلام)) اهـ.
بل الصحابة أنصح الناس بعد نبينا عليه الصلاة والسلام.
قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه)): ((وهكذا أصحابه رضي الله عنهم هم أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفسير كتاب الله عز وجل، كما أنهم أعلم الناس بسنته، وهم أنصح الناس للناس بعد الأنبياء)) اهـ.
لهذ صح في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يجىء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادة)).
متفق عليه.