Get Mystery Box with random crypto!

بسم الله الرحمن الرحيم ● تحذير العبيد من التكبير الجماعي في ا | كشكول عزالدين أبوزخار للبحوث والمقالات العلمية

بسم الله الرحمن الرحيم
● تحذير العبيد من التكبير الجماعي في العشر ذي الحجة وأيام العيد ●
الحمد لله الذي أمر بذكره، ووعد الذاكرين بثوابه وجزيل فضله، والصلاة والسلام على إمام الذاكرين، وقدوة الناس أجمعين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فأصل التكبير في العشر ذي الحجة والعيدين – الفطر والأضحى - مشروع، وهو مما جاء عن سلفنا الكرام.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يبدأ وقت التكبير في عيد الفطر من غروب آخر أيام شهر رمضان إلي أن يخرج الإمام إلي الصلاة، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يبدأ وقت التكبير عند الغدو إلى صلاة العيد، ووقته في عيد الأضحى من دخول عشر ذي الحجة إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر، على تفصيل في ذلك بين التكبير المطلق والمقيد.
والأذكار يقتصر فيها على زمانها ومكانها وصيغتها وعددها وهيأتها، فلا نخترع شيء من عندنا، فنقع في البدع والإحداث في الدين.
وإذا أردنا أن يكون العمل متقبلا، يجب أن يتحقق فيه شرطان: الإخلاص لله تعالى والمتابعة للرسول لله صلى الله عليه وسلم.
كما أن المتابعة لا تتم ولا تتحقق كما يذكر العلماء، إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة: السبب الزمن المكان الجنس القدر والكيفية.
وكيفية هذا الذكر جاء أنه كل واحد يكبر على حدة، يعني: بمفرده.
أخرج مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (سرت هذا المسير مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فمنا المكبر ومنا المهلل، ولا يعيب أحدنا على صاحبه).
قال العلامة ابن باز رحمه الله في ((مجموع فتاواه)): ((فعل عمر رضي الله عنه والناس في منى فلا حجة فيه [إي: على التكبير الجماعي]؛ لأن عمله رضي الله عنه وعمل الناس في منى ليس من التكبير الجماعي، وإنما هو من التكبير المشروع؛ لأنه رضي الله عنه يرفع صوته بالتكبير عملا بالسنة وتذكيرا للناس بها فيكبرون، كل يكبر على حاله، وليس في ذلك اتفاق بينهم وبين عمر رضي الله عنه على أن يرفعوا التكبير بصوت واحد من أوله إلى آخره، كما يفعل أصحاب التكبير الجماعي الآن، وهكذا جميع ما يروى عن السلف الصالح - رحمهم الله - في التكبير كله على الطريقة الشرعية، ومن زعم خلاف ذلك فعليه الدليل)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)) بعدما ساق الأثر السابق: ((فدل ذلك على أنهم لا يكبرون تكبيرا جماعيا)) اهـ.
وكل خير في إتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خَلَف
وهذه يا باغ الخير أقول ثلة من أهل العلم والفضل في التحذير من بدعة التكبير الجماعي.
قال العلامة ابن باز رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)): ((أما التكبير الجماعي فهو غير مشروع، بدعة، كونهم يتكلمون بصوت واحد هذا بدعة وغير مشروع)) اهـ.
وقالت اللجنة الدائمة كما في ((فتاواها)): ((التكبير مشروع في ليلتي العيدين، وفي عشر ذي الحجة مطلقا، وعقب الصلوات من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق؛ لقوله تعالى: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } وقوله تعالى: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ } ونقل عن الإمام أحمد رحمه الله أنه سئل: أي حديث تذهب إلى أن التكبير من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق؟ قال: بالإجماع. لكن التكبير الجماعي بصوت واحد ليس بمشروع بل ذلك بدعة؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) ولم يفعله السلف الصالح، لا من الصحابة، ولا من التابعين ولا تابعيهم، وهم القدوة، والواجب الإتباع، وعدم الابتداع في الدين.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه ورسائله)): ((التكبير ليلة عيد الفطر إلى مجيء الإمام وصفته أن يقول (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) أو يقول (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) الأمر في هذا واسع وابتداؤه في عيد الفطر كما قلت من غروب الشمس ليلة العيد إلى مجيء الإمام أما في عيد الأضحى فالتكبير من دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق لكنه لا يسن يوم العيد والإمام يخطب لأن الإنسان مأمور أن يستمع للخطبة أما التكبير الجماعي بصوت واحد فهذا ليس من السنة بل كل واحدٍ يكبر وحده لنفسه)) اهـ.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)) اهـ.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 27 ذي القعدة سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 19 أغسطس سنة 2017 ف

قناة كشكول أبوزخار للبحوث والمقالات العلمية .
t.me/abouzkhar