Get Mystery Box with random crypto!

6) أبو نعيم الأصفهاني أحمد بن عبد الله (ت 430 هـ). قال الحافظ | كشكول عزالدين أبوزخار للبحوث والمقالات العلمية

6) أبو نعيم الأصفهاني أحمد بن عبد الله (ت 430 هـ).
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في ((تذكرة الحفاظ)) : ((قال أحمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه، لم يكن في أفق من الآفاق أحد أحفظ منه، ولا أسند منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، وكل يوم نوبة واحد منهم، يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذ قام إلى داره ربما يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر، لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف)) اهـ.

7) أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم الرازي (ت 447 هـ).
قال ابن عساكر رحمه الله في ((تاريخ دمشق)) و ((تبيين كذب المفتري)): ((قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام التنوخي الصوري غرق أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم الرازي في بحر القلزم عند ساحل جدة بعد عوده من الحج في صفر سنة سبع وأربعين وكان قد نيف على الثمانين حدثني بذلك ابنه إبراهيم وكان فقيها جيدا مشارا إليه في علمه صنف الكثير في الفقه وغيره ودرس وحدث عن أبي حامد الإسفرايني وغيره حدثنا عنه جماعة وهو أول من نشر هذا العلم بصور وانتفع به جماعة وكان أحد من تفقه عليه بها الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وحدثت عنه أنه كان يحاسب نفسه على الأنفاس لا يدع وقتا يمضي عليه بغير فائدة إما ينسخ أو يدرس أو يقرأ وينسخ شيئا كثيرا ولقد حدثني عنه شيخنا أبو الفرج الإسفرايني أنه نزل يوما إلى داره ورجع فقال قد قرأت جزءا في طريقي)) اهـ.
وقال ابن عساكر رحمه الله في ((تاريخ دمشق)) : ((كان سليم ببغداد في حال طلبه العلم ترد عليه كتب من الري، فلا يقرأ شيئا منها، ولا ينظر فيها، ويجمعها عنده، إلى أن فرغ من تحصيل ما أراد، ثم فتحها فوجد في بعضها:
ماتت أمك، وفي بعضها ما يضيق له صدره. فقال: لو كنت قرأتها قطعتني عن تحصيل ما أردت، وتفقه بعد أن جاز الأربعين)) اهـ.

8) الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي (ت 463 هـ).
قال ابن الآبنوسي رحمه الله كما في ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي : ((كان الحافظ الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه)) اهـ.

9) النووي يحيى بن شرف (ت 676 هـ).
قال أبو الحسن بن العطار رحمه الله في ((تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي)) : ((ذكر لي شيخنا [النووي] رحمه الله تعالى أنه كان لا يضيع له وقتا، لا في ليل ولا في نهار إلا في الاشتغال بالعلم حتى في الطريق يكرر أو يطالع، وأنه دام على هذا ست سنين، ثم أخذ في التصنيف والإفادة والنصيحة وقول الحق. وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة بعد عشاء الآخرة، ويشرب شربة واحدة عند السحر، ويمتنع من أكل الفواكه والخيار، ويقول: أخاف أن يرطب جسمي ويجلب لي النوم، ولم يتزوج)) اهـ.

10) ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني (ت 852 هـ).
قال السخاوي رحمه الله في ((الجواهر والدرر)) عن شيخه ابن حجر: ((إنما كانت همَّتُه المطالعة والقراءة والسماع والعبادة والتصنيف والإفادة، بحيث لم يكن يخلي لحظة مِنْ أوقاته عن شيء مِنْ ذلك، حتى في حال أكله وتوجُّهه وهو سالك كما حكى لي ذلك بعض رفقته الذين كانوا معه في رحلته، وإذا أراد اللَّه أمرًا هيّأ أسبابه)) اهـ.

11) أحمد بن سليمان بن نَصْر الله البُلْقاسي ثم القاهري الشافعي المتوفى سنة (ت 852 هـ).
قال السخاوي رحمه الله في ((الضوء اللامع)) : ((وكان إماما علامة قوي الحافظة حسن الفاهمة مشاركا في فنون طلق اللسان محبا في العلم والمذاكرة والمباحثة غير منفك عن التحصيل بحيث أنه كان يطالع في مشيه ويقرئ القراءات في حال أكله خوفا من ضياع وقته في غيره)) اهـ.

فهذا نماذج طيبة من روائع قصص سلفنا الصالحين في بيان حفاظهم على أوقاتهم عند سيرهم في الطرقات وذهابهم لقضاء الحاجات.
تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** فإن التشبه بالرجال فلاح
وأختم بوصية نافعة أوصى بها أحد السلف أصحابه فقال كما نقلها ابن الجوزي رحمه الله في ((صيد الخاطر)) : (إذا خرجتم من عندي فتفرقوا، لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه، ومتى اجتمعتم تحدثتم).
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 15 جمادي الآخرة سنة 1442 هـ
الموافق لـ: 28 يناير سنة 2021 ف

قناة كشكول أبوزخار للبحوث والمقالات العلمية .
https://t.me/abouzkhar