نصرة الحق بالكذب حيلة الضعفاء الحمد لله رب العالمين، والصلاة | كشكول عزالدين أبوزخار للبحوث والمقالات العلمية

نصرة الحق بالكذب حيلة الضعفاء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فشيء إلى الآن لم أجد له تبريرًا مقنعًا، وهو الكذب لنصر الحق وأهل الحق.
كما يقال: (حبل الكذب قصير)، فلا ينصر الحق بالباطل، لأنه عما قريب ينفضح، وتقع الكارثة بتشويه الحق وأهله.
فكم من سفيه خدش جمال الدعوة المباركة وشوه صورة أهلها؟!
فإن كنت ضعيفا وليس عندك الحجة والدليل لمقارعة الباطل وأهله، فاعلم أنك غير مكلف للمواجهة والمحاربة.
فارحم نفس ولا تحملها ما لا تحتمل، واعرف قدرك لتريح غيرك وتستريح.
وتعلم خطورة الكلمة الباطلة، فرب كلمة تسقطك في النار.
فالرفعة والنجاح في الصدق، والذلة والمهانة في الكذب.
عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبيّ ﷺ قَالَ: ((إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالى مَا يُلقِي لهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّه بهَا دَرَجاتٍ، وَإنَّ الْعبْدَ لَيَتَكلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقي لهَا بَالًا يهِوي بهَا في جَهَنَّم)).
أخرجه البخاري.
ولتعلم أنك إن مررت كذبك في الدنيا، فانتظر العقوبة بالآخرة إلا أن يعفو الله.
ولتعلم أن الحق وأهل الحق منصورون.
قال الله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.
فلا تتعب نفسك وتلف وتدور لنصرة الحق فالحق منصور ولو بعد حين.
فارحم نفسك واستغفر ربك ولا تعد للكذب فالكذب من كبائر الذنوب.
فالله الله في الصدق فالذي أنجى كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة تخلفه في غزوة تبوك الذي أنجاه هو الصدق.
قال الله عز وجل: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.
وكان أهل الجاهلية يتنزهون عن الكذب كما جاء في قصة أبي سفيان رضي الله عنه في أيام الكفر مع هرقل ، فما بال بعض المسلمين وأصحاب الاعتقاد السليم والمنهج القويم لا يتورعون عن الكذب.
لترفعوا أنفسكم أو شيخكم أو لتطيحوا بغيركم أو لكي لا تسقطوا تلجئوا للكذب فهذه حيلة الضعفاء.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه: عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار.