Get Mystery Box with random crypto!

(100) #الدر_المنثور_من_تفسير_ابن_عاشور ﴿عَفا اللَّهُ عَنْكَ ل | قناة الشيخ محفوظ بن الوالد (أبو حفص الموريتاني)

(100) #الدر_المنثور_من_تفسير_ابن_عاشور
﴿عَفا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أذِنَتْ لَهم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وتَعَلَمَ الكاذِبِينَ﴾
"وافتتاح العتاب بالإعلام بالعفو إكرام عظيم، ولطافة شريفة، فأخبره بالعفو قبل أن يباشره بالعتاب. وفي هذا الافتتاح كناية عن خفة موجب العتاب لأنه بمنزلة أن يقال: ما كان ينبغي، وتسمية الصفح عن ذلك عفوًا ناظرٌ إلى مغزى قول أهل الحقيقة: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
وألُقي إليه العتاب بصيغة الاستفهام عن العلة؛ إيماء إلى أنه ما أَذَن لهم إلا لسبب تأوله ورجا منه الصلاح على الجملة بحيث يسأل عن مثله في استعمال السؤال من سائلٍ يطلب العلمَ، وهذا من صيغ التلطف في الإنكار أو اللوم، بأن يُظهر المنكر نفسه كالسائل عن العلة التي خَفيت عليه، ثم أعقبه بأن تَرْكَ الإذن كان أجدر بتبيين حالهم، وهو غرض آخر لم يتعلق به قصد النبيء ﷺ [...] وفي زيادة {لَكَ} بعد قوله {يَتَبَيَّنَ} زيادة ملاطفة بأن العتاب ما كان إلا عن تفريط في شيء يعود نفعه إليه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، (10/ 210)]