2022-02-10 13:12:49
من مؤتمر سان فرانسيسكو ١٩٤٥ الى مؤتمر نواكشوط ٢٠٢٢
في سنة ١٩٤٥ انعقد في مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر الأهم لوضع ميثاق الأمم المتحدة.. المنظمة الدولية التي أسسها الكبار والأقوياء لحكم العالم - وفي مقدمته الدول الإسلامية- وتقاسم النفوذ فيه، والسيطرة عليه.
ومما توسلت به الدول الغالبة المنتصرة في الحرب العالمية الثانية لبلوغ أهدافها تلك بعضُ (المواعظ الاخلاقية) الجامعة، و(القيم الإنسانية) المشتركة التي ضمنتها ميثاقها ذلك، والتي لم تنطلِ حقيقتها على العارفين بخبث نيات واضعيها، وسوء مقاصدهم.
الشاعر السوري علي الجندي أرسل إلى المؤتمر رسالة، هي عبارة عن قصيدة رائعة، تفضح حقيقة المؤتمر، ومنظميه.
والقصيدة في الحقيقة رسالة متجددة لكل مؤتمر من هذا القبيل بما في ذلك (مؤتمر تعزيز السلم) المنعقد حاليا في عاصمة بلاد المرابطين.
وهذا نص القصيدة:
تجمَّعتُمُ مِنْ كُلِّ جنسٍ وأُمَّةٍ
ولونٍ لِنشرِ السّلمِ، هلْ نُشرَ السلمُ؟!
وهلْ رَفعَ الحقُّ الذليلُ جبينَهُ
وهلْ نحْنُ بتنا لا يُروِّعنا الظلْمُ؟!
وإلا فما بالُ (الشآمِ) دماؤهُ
تسيلُ، وأنتمْ عنْ مناحتِهِ صُمُّ
ويَطْلُبُ (ديجولٌ) تراثَ (أُميةٍ)
وليسَ لهُ في الشامِ خالٌ ولا عمُّ!
سَمِعنا كلامًا لَذَّ في السمعِ وقْعُهُ
ورُبَّ لذيذٍ شابَ لذَّتَهُ السُّمُّ
أمانيّ كالأحلامِ زخرفها الكرى
وقَلَّ -على الأيام- أن يَصْدقَ الحُلمُ
وحبرٌ على القرطاسِ ليس بعاصمٍ
ضعيفا، إذا همَّتْ به الغِيَرُ الدُّهْمُ
أرى الدولَ الكبرى لها الغُنْم وحدها
وقدْ عادتِ الصغرى على رأسها الغُرْمُ
يُخيَّلُ لي أنّ (الوفود) تفرَّقتْ
ولمْ يندِملْ مِن طيِّب الكلِمِ الكَلْمُ
إذا ساءتِ النِّيَّاتُ كانتْ عهودُكمْ
(قصاصاتِ أوراقٍ) وللغالبِ الحُكْمُ
مواثيقُ، معناها يُكَذِّبُ لفظَها
فظاهرُها بِرٌّ، وباطنها إثمُ
وتأويلُها عند القويِّ، فمَنْ لنا
بأن نَضْمَنَ الإنصافَ، والحَكَمُ الخَصْمُ
إذا حلَّ منها الأقوياءُ نفوسَهمْ
تقيِّدنا الأخلاقُ، والشِّيَمُ الشُّمُّ
وفاءً بدنيا -لا وفاءَ لأهلها-
به شَقِيَتْ في (شرقها) العُرْبُ والعُجْمُ
هي الحالُ ما زالتْ على ما عهدتُهُ
فويلٌ لأقوامٍ يغرُّهُمُ الوهْمُ
متى عفَّتِ الذؤبانُ عنْ لحمِ صيدِها
وقدْ أَمْكَنَتْهَا -مِنْ مَقاتِلها- البُهْمُ
ألَا كلُّ شَعْبٍ ضائع حقّهُ سُدًى
إذا لَمْ يُؤيِّدْ حَقَّه (المِدْفعُ) الضخمُ
164 viewsedited 10:12