Get Mystery Box with random crypto!

| بشائر السنّة للشيعة | يقول العلّامة السيد عبد الحسين شرف ا | ﴿روايات اهل البيت‹؏›﴾

| بشائر السنّة للشيعة |

يقول العلّامة السيد عبد الحسين شرف الدين -رض- :-

أخرج الحاكم ـ كما في تفسير آية المودة في القربى من مجمع البيان ـ بالإسناد إلى ابي الباهلي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : أن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخُلقتُ أنا وعلي من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها، فمَن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومَن زاغ عنها هوى، ولو أنّ عبدا عبد الله ألفَ عام ثمّ ألف عام ثمّ ألف عام حتى يصير كالشن البالي وهو لا يحبنا كبّه الله على منخريه في النار، ثم تلا: {قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَىٰ} _شواهد التنزيل ٢: ١٤٠-١٤٢ ح٨٣٧، مجمع البيان ٩: ٢٨-٢٩، ذيل الآية ٢٣ من سورة الشورى_.

لا يخفى أنّ شيعة علي وأهل البيت هم أتباعهم في الدين وأشياعهم من المسلمين، ونحن والحمد لله قد إنقطعنا إليهم في فروع الدين وعقائده وأصول الفقه وقواعده وعلوم السنة والكتاب وفنون الأخلاق والسلوك والآداب بخوعاً لإمامتهم واقراراً بولايتهم، وقد والينا أوليائهم وجانبنا أعداءهم، عملاً بقواعد المحبة، وطبقاً لأصول الأخلاق في المودة، فكنا بذلك لهم شيعة وكانوا لنا وسيلة وذريعة.

والحمد لله على هدايته لدينه، والتوفيق لما دعا إليه الرسول من التمسّك بثقلَيه والإعتصام بحبلَيه ودخول مدينة علمهِ من بابها، باب حِطّة وأمان لأهل الأرض وسفينة نجاة هذه الأمة، والحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

وأخرج ابن سعد - كما في ص٩١ من الصواعق - عن علي: أخبرني رسول الله -صلى الله عليه وآله- أنّ أول مَن يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين. قلت: يا رسول الله فمحبّونا ؟ قال: من ورائكم.

وأخرج الديلمي - كما في الصواعق أيضاً - مرفوعاً: إنّما سميّت ابنتي فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبيها عن النار _وأخرج النسائي نحوه كما في ص٩٦ من الصواعق_.

وأخرج ابن حنبل والترمذي - كما في ص٩١ من الصواعق - أنّه -صلى الله عليه وآله- أخذ بيد الحسنين وقال: مَن أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة _وأخرجه أيضاً أبو داوود كما في ص١٠٣ من الصواعق، وزاد فيه: « ومات متبعا لسنتي »، وبها يُعلم أنّ اتباع سنّته لا يكون إلا بمحبّتهم - عليهم السلام-_.

وأخرج الثعلبي في تفسيره الكبير بالإسناد إلى جرير بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: مَن مات على حب آل محمد مات شهيداً، ألا ومَن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له، ألا ومَن مات على حب آل محمد مات تائباً، ألا ومَن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومَن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، ألا ومَن مات على حب آل محمد يزفّ إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومَن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة، ألا ومَن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومَن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومَن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله ـ الحديث _الكشف والبيان: ٣١٤/٨ ذيل الآية ٢٣ من الشورى_.

وأنت تعلم أنّ هذه المنزلة السامية إنّما ثبتت لهم لأنهم حجج الله البالغة، ومناهل شرائعه السائغة، وأمناؤه بعد النبي -صلى الله عليه وآله- على وحيه، وسفراؤه في أمره ونهيه، فالمحبّ لهم بسبب ذلك محبّ لله والمبغض لهم مبغض لله.

فعسى أن يعرف الشيعي بعد هذا أنّ أهل السنة قد انصفوا واعترفوا، وعسى أن يعرف السني أن لا وجه بعد هذه المبشّرات لشيء من الضغائن أو الهناة.

والسلام على من اتّبع السنن وجانب الفتن ورحمة الله وبركاته.
#الدروس_الاسلامية
#بحوث_دينية


موسوعة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، ج٣، ص٥١-٥٤، وفي الفصول المهمة في تأليف الأمة، الفصل السابع، في بشائر السنّة للشيعة، ص٤٨-٥١ من ط. الأولى ١٣٧٧هـ، بتصرف.