Get Mystery Box with random crypto!

ممّا جاء في المحاضرة الرمضانية الثامنة للسيد القائد للعام 1444 | الإدارة العامة للأنشطة الطلابية - جامعة صنعاء

ممّا جاء في المحاضرة الرمضانية الثامنة للسيد القائد للعام 1444 هـ

تلخيص/ مرام صالح مرشد

_ في قول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) تعبر الآية الكريمة عن رحمة الله ورأفته ولطفه بعباده ويأتي الحث على الدعاء فشهر رمضان من المواسم المميزة لاستجابة الدعاء.

_ واقع الناس بشكل عام في حالة الالتجاء إلى الله والتوجه له بالدعاء واقع يفرض عليهم هذه الحالة لأن الإنسان يشعر بحاجته إلى الله تعالى.

_ في قول الله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) الناس بشكل عام عند حالة الضر التي يعجزون أمامها يلتجئون إلى الله تعالى وبعد أن يفرج الله عنهم يتنكر البعض على الله وينكرون ذلك وجاء ذلك في قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَـمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا).

_ وفي قوله تعالى: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَـمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) تأتي أمواج هائلة جداً فيستشعرون الغرق والهلاك ويدعون الله بخشوع وعندما نجاهم انكروا ذلك.

_ في قوله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْـمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) هم يدركون أنه وحده سبحانه القادر على إجابة المضطر في حالة الاضطرار والكرب الشديد فما يميز الحالة الإيمانية بعباد الله المؤمنين عند الدعاء أنهم لا يقتصرون فقط باللجوء إلى الله بالدعاء وأنهم ولا ينطلقون من منطلق واحد كالذي انطلق منه الذين شعروا بالحاجة والافتقار إليه بالدعاء فالمؤمن يلجأ إلى الله في حالة الاضطرار بمشاعر الخضوع والإلتجاء إلى الله ولا يقتصر إلى ذلك بل يدعو الله في كل الظروف في الشدة والرخاء.

_ ورد في النص النبوي عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله أنه قال: (الدعاء مُخ العبادة) يتوجه الإنسان إلى الله في كل شؤون حياته معبداً نفسه لله تعالى ويتوجه في حالة الدعاء من منطلق إيمان يشتد به إلى الله ويأمل رحمته وفضله.

_ يخاطب الله نبيه بقوله: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا) المؤمن متبتل منقطع إلى الله بكل آماله ويتوجه بالدعاء كجزء من عبادته المنتظمة.

_ دائرة الاهتمامات بالنسبة للدعاء:
الإنسان المؤمن اهتماماته واسعة في حالة العسر والشدة والرخاء ويرجع إلى الله تعالى ونجد دعاء المؤمنين من أهمه التركيز على طلب المغفرة بشكل متكرر ومن أهم مايطلبونه من الله لأنهم يدركون الحاجة للمغفرة وذكر الله أدعية بعض من أنبيائه.

_ المصائب التي يعانيها الإنسان تجره إليها معاصيه وبذلك يجب أن يطلب من الله المغفرة.

_ في قوله تعالى: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) يطلبون أن يفرغ الله عليهم الصبر لمواجهة صعوبات الحياة ويطلبون النصر وهم في ميدان العمل مع الأخذ بأسباب الاستجابة ويذكر الله قصة نبيه يعقوب في محنته التي كانت لسنوات طويلة صبر منها الصبر الجميل وقال: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَـمُ مِنَ اللهِ مَا لَا تَعْلَـمُونَ) فهو في ذروة الشدة بعد أن بلغت به مبلغ المحنة مبلغ كبير.

_ يجعل المؤمن في دعائه دائرة اهتمامات واسعة ولا تكون منحصرة على المتطلبات المادية بل يشمل الاهتمام بأمر دينه ومستقبله في الآخرة والنجاة من النار كما قال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) وهنا الفرق بين الحالتين الذين ينحصرون على ذلك ولا يلتفتون إلى الآخرة كما جاء في قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) نرى الفارق بين الحالتين من لديه اهتمام ووعي لما يحتاجه فعلاً لأن تلك الأمور التي تجاهلتها ولم تركز عليها هي أكثر أهمية من تلك التي ركزت عليها في دعائك.

_ من مظاهر عظمة ورحمة الله وكرمه أن فتح لنا باب الدعاء.