2022-05-29 22:27:18
المنشور طويل ولكن ارجو القراءة للاستفادة:
لا زلت أقول بأن الدولار الأمريكي غير مأمون .. وما تفعله أمريكا تماما كما يفعل الطبيب الفاشل الذي يدهن المراهم على جلد شخص مصاب بالسرطان ليعالجه..
وهاكم الوضع الآني لأمريكا:
- بلغ عجز الموازنة الأمريكية هذه السنة 25%..
- بلغت الديون التي على أمريكا عند نهاية شهر 3 الفائت 25 تريليون دولار..
- تراجع النمو الاقتصادي الأمريكي من 2% وهي نسبة نمو ضعيفة أصلا إلى 1.85 وهي نسبة لم يصل إليه التباطؤ الاقتصادي منذ قيام الدولة الأمريكية..
- تطبع الدولة الأمريكية سنويا تريليون دولارا لسد عجز الموازنة السنوية، ومتوقع ان يتفاقم الأمر هذا العام حيث انه يتوقع أن تقوم الإدارة الأمريكية بطباعة 2 تريلون دولارا قبل نهاية هذا العام لعدة اسباب، اولا: لسد عجز الموازنة الكبير هذه السنة، ثانيا: سداد بعض فوائد الديون المستحقة، ثالثا: دعم الحكومة الأوكرانية في حربها مع روسيا حيث اقر مجلس النواب الأمريكي بمساعدة أوكرانيا ب 40 مليار دولار دعما لها في حربها مع روسيا وكل هذا من شانه ان يزيد التضخم في عملة الدولار محليا وعالميا ويكون بالطبع نذيرا بهبوط حاد للدولار..
- يعتمد الاقتصاد الأمريكي على المال الوهمي والذي لا يعتمد على أصول عينية لجزء كبير من هذا المال، لأن جزء كبير منه يعتمد على سوق الأسهم والبورصات والعملات الرقمية .. ولتوضيح المسألة أكثر: نأخذ قضية الأسهم، ونمثل على ذلك بالآتي: مثلا: يقوم 4 من الراسماليين بإنشاء شركة ادوية بشراكة 50 مليون دولارا لكل شخص، بإجمالي 200 مليون دولارا، ويصبح هؤلاء الراسماليون الأربعة هم رأس ادارة الشركة، وبالطبع هذا المبلغ لا يكفي لإنشاء شركة كبرى، ولذا فهم يحتاجون الى 200 مليون دولارا إضافية لتسيير الشركة فيقومون بعمل 200 ألف سهم يعرضونها في اسواق الأسهم، وثمن السهم الواحد 1000 دولار للمشاركة في هذه الشركة .. فيقبل الناس على شراء الأسهم طبعا بغية الربح.. وتبدأ الشركة فعليا بالعمل وتربح، ويربح معها المساهمون وتزداد سمعة الشركة ويسمح للمساهمين بعرض الأسهم للبيع في البورصات وغيرها لأن السهم عندهم يعتبر سلعة .. ومع الإقبال على شراء الأسهم يزداد سعر السهم الواحد وقد يبلغ سعره 5 الاف دولار من أصل 1000 دولار..
ولو حسبنا مال الشركة قبل وبعد زيادة سعر الأسهم .. فيكون قبل الزيادة: 400 مليون دولارا وبعد زيادة سعر الأسهم أصبح 400 مليون × 5 اضعاف = 2000 مليون دولارا أي 2 مليار دولارا..
والآن السؤال الذي يطرح نفسه هل أصول الشركة الحقيقية تقدر ب 2 مليار دولار؟ بمعنى هل يوجد مواد عينية بهذا المبلغ؟ الإجابة: بالقطع لا .. وهذا ما يسمى بالمال الوهمي، وهذا ما تجنبته الصين لان معظم اقتصادها مبن على اصول حقيقية..
- لجوء الكثير من دول العالم حتى الدول التابعة لأمريكا لأن يكون احتياطيها من العملة الصعبة على هيئة سلة عملات ويكون للذهب النصيب الأكبر منها.. مما يضطر الدول للاستغناء عن نسبة كبيرة من الدولار لديها، وهذا يجعل الأسواق العالمية تتشبع بالدولار وهذا نذير لهبوط حاد مقابل العملاات المحلية..
- غزو الصين للأسواق العالمية بشتى أنواع البضائع، وكما يقولون من الإبرة إلى الصاروخ، حتى أن كثير من الأمريكيين اصبحوا يثقون بالبضائع الصينية الواردة إليهم، واصبح هناك إقبال من الشعب الأمريكي على شرائها لجودتها ورخصها..
- تحجم الحركة التجارية الأمريكية الخارجية بسبب تشبع الأسواق بالبضائع التي تنافس الدولة الأمريكية، وعلى رأس هذه الدول الصين والهند والدول القوية في أوروبا..
- استغناء دول أوروبا عن كثير من المنتجات الأمريكية حيث انها بدأت تصنعها بنفسها إما في نفس بلدانها أو في بلدان أخرى كالصين والهند لرخص المواد الخام ورخص الأيدي العاملة وانخفاض الضرائب في تلك الدول..
وكل هذا ليدلل على ان الدولار سيؤول للهاوية ودولته ستلقى نفس المصير..
وسبب الارتفاع النسبي للدولار هو زيادة الفائدة على الإيداع البنكي مما جعل المسثمرين واصحاب رؤوس الأموال أن يحولوا أموالهم من عملة ما إلى الدولار وإيداعها في البنوك الأمريكية، فزاد الطلب على الدولار فارتفع سعره، ولكن ما تفعله أمريكا من خلال رفع الفائدة، إنما هو عملية ترقيعية لرأب الخرق الكبير في اقتصادها، وفي نهاية المطاف فإن على البنوك الامريكية دفع هذه الأرباح (الفوائد) لأصحابها ولن تتمكن من ذلك، وبهذا ستزداد الديون وتزداد المعضلة..
وفي الختام: النظام الاقتصادي الرأسمالي الغربي هو نظام فاشل بامتياز، أولا، لأنه من وضع البشر، ثانيا، انه يعتمد على الجشع، ثالثا، لأنه يعتمد على المنافسة الغير شريفة، والأهم من ذلك كله أن معظم اقتصادياته يخالطها الحرام بأشكال متعددة، من ربا، وسرقة اموال الناس بالباطل بما يسمى البورصات، والبلطجة، والاتجار بالمحرمات، والاعتماد على السياحة الداعرة ..الخ وكل واحدة من هذه الأعمال كفيلة بان تدمر هذا الاقتصاد المنتفخ من الخارج الأجوف من الداخل..
65 viewsأبو أدهم, 19:27