2023-05-05 23:27:21
لا يمكن صنع وطن كبير بمواطن صغير. هي أوطان ما كنا فيها يوما مواطنين،
بل جماهير يلازمها الشعور بالدونية. فما كان الوطن سوى السادة الجالسين فوق القانون، وفوق المحاسبة.
أفراد يتحكمون في شعوب، عصابات بأوسمة ونجوم كثيرة، لصوص محترمون يتناوبون على المناصب الحلوب، ولا يختلفون إلاّ على اقتسام الغنائم.
يضعون بينك وبينهم علم الوطن، مزايدين على المواطن وطنية، متنقلين في السيارات الرسمية، متحدثين باسمك في المحافل الدولية، موقعين عنك الصفقات.
إنهم صوتك وصورتك ويدك.. وحدها جيبهم ليست جيبك.
تقول معزيا نفسك: «إنهم، على ثرائهم، فقراء كرامة»،
وتباهي بشعار لن يطعمك. لكن، يوماً بعد آخر، وأنت تذهب لتشتري بما في جيبك من «صكوك عزة النفس» ما يسد رمقك
، تكتشف أن عملتك لا تنفع لتوفير حياة كريمة، وإن الكرامة بنك بدون سيولة.
حينها، تصبح أمنيتك أن تغدو لصاً، بعد أن جعل الوطن من اللصوص قدوتك !
و هذا غير صحيح
564 viewsEbtihal Abbas, 20:27