Get Mystery Box with random crypto!

#منقول لما إتخرجنا من كلية الطب، كان كل واحد بيدور على التخصص | #I_Will_Do_IT❤️💪

#منقول
لما إتخرجنا من كلية الطب، كان كل واحد بيدور على التخصص إللي بيحبه و شايفه مناسب لشخصيته.

ساعتها أنا كنت عايز أتخصص في أمراض القلب، كنت شايف إن دكاترة القلب دول أشطر دكاترة في العالم.
دكاترة شيك، و إليجانت، و الناس كلها بتشاور عليهم و بتحترمهم.

إبتديت و أنا طبيب إمتياز أروح قسم القلب و أقعد مع الدكاترة فيه، و كُنت مُقتنع خلاص إن هو دا التخصص إللي بحبه و إللي لازم أخده.

لكن ساعتها الكلية طلبت وظيفة قلب واحدة, و إختارها صديق قبلي في الترتيب على الدفعة.

فضلت مش عارف أخد وظيفة إيه، و بقينا كل ما نقعد علشان نختار التخصصات، مبقاش عارف، و محتار و بأقول أي حاجة و خلاص.

و أنا في آخر سنة دراسية تم إختياري الطالب المثالي على مستوى الكلية و الجامعة، و دا خلاني بقيت على علاقة طيبة بعميد الكلية, فروحتله، و طلبت منه طلب غريب؛
طلبت منه ينزل وظيفة تانية للقلب، خصوصاً إن كان فيه وظائف كتير نازلة و محدش كان عايز ياخدها من الدفعة.
و كان سهل إنهم يغيروا وظيفة منهم لتخصص القلب بدل ما تضيع على الفاضي.

عميد الكلية ربنا يكرمه وافق، و روحت لرئيس قسم القلب و وافق و فعلاً غيروا وظيفة فاضية و حولوها لقسم القلب.

ساعتها أنا كنت بأرقص من الفرحة، و روحت آخر إجتماع لتحديد الوظائف و كتبت قلب و أنا واثق منها.

فضلت يومين عايش إني طبيب القلب و بأحضر نفسي لإمتى حستلم الوظيفة إللي بأحلم بيها.
كنت حاسس ساعتها إن ربنا خلاص فتحها عليا، و إن تعبي و مجهودي مراحوش هدر،
خصوصاً بعد ما نزلت الوظيفة التانية.

بعدها لقيت واحد صاحبي جايلي تحت البيت، و عايز يتكلم معايا.

صديقي دا كان إختار وظيفة أمراض نساء، بس لما جالي البيت قالي إنه غير رأيه لما لقى وظيفة تانية للقلب نزلت زيادة, و قرر يأخدها و جالي البيت علشان يقولى أعمل حسابي على حاجة تانية.
و هو ترتيبه كان أحسن مني و من حقه يختارها قبلي.

طبعاً أنا إتمنيت له الخير و دعيتله ربنا يبارك له فيها.
بس بصراحة حسيت ساعتها إن الدنيا ضلمت قدام عيني.
بقيت عامل زي التايه.

مش عارف أختار إيه و لا أشتغل إيه.
مكنتش حضرت نفسي لأى حاجة تانية.

روحت تاني يوم شوفت إيه الوظائف الموجودة و كتبت إللي موجود و خلاص،
جراحة مخ و أعصاب و جراحة مسالك و جراحة تجميل و سيبتها على ربنا.

لقيت نفسي بين يوم و ليلة طبيب جراحة مُخ و أعصاب، و أنا معرفش أى حاجة عن التخصص دا، و لا حتى كنا درسناه في الكلية.

روحت حضرت يوم واحد في قسم المخ و الأعصاب، جالي اكتئاب رهيب من إللي شفته رجعت سافرت و قعدت مستخبي.

٣ أسابيع لا عارف أنام و لا عارف آكل و شايف الدنيا ضلمة و مفيهاش أمل.

لغاية ما إتصلوا بي من القسم وقالولي لازم تيجي تسلم نفسك و تشتغل.
روحت إشتغلت غصب عني و أنا مش فاهم إيه إللي أنا عملتوا في نفسي دا.

تدور الأيام و السنين و يطلع تخصص جراحة المُخ و الأعصاب دا هو المفتاح السحري إللي بيفتحلك كل الأبواب.
تخصصت منه لتخصص أدق و هو جراحة العمود الفقري، و لقيت نفسي و عرفت إن هو دا إللي أنا عايزه.

مفيش مرة واحدة بعد السنين دي كلها حسيت فيها إني ندمان أو إني عايز أرجع تاني.
مفيش لحظة عدت عليا فكرت فيها إني أغير التخصص.

رغم إني سافرت ألمانيا، و إبتديت تاني من الأول.
بس ساعتها كنت عارف أنا عايز إيه،
عارف إني مش عايز حاجة غير التخصص بتاعي.

التخصص إللي جالي صدفة بقى هو حياتي و مبقتش شايف نفسي في حاجة تانية غيره.

مش بس كده
صديقي إللي قرر في آخر ثانية يأخد وظيفة القلب، بعد السنين دي كلها، و بعد ما ربنا كرمه و بقى من أفضل و أشهر أطباء القلب،
أخيراً إعترف إنه كان طول عمره نفسه يبقى جراح مُخ و أعصاب.
لدرجة إن دا كان حلم حياته من و هو لسة طالب.

بس هو كمان دلوقتي مش شايف نفسه غير في تخصص القلب.

سبحان الله
كأننا تبادلنا الأماكن و الأحلام.

كل واحد فينا كان راسم لحياته طريق،
و ربنا بيقدر لنا طُرق تانية خالص.

علشان كده
بلاش حد يتعب نفسه في التفكير في بكرة،
بكرة دا بتاع ربنا مش بتاعنا…
#منقول