Get Mystery Box with random crypto!

كنتُ أتساءلُ عن سرِّ إحسانِ سيدِنا يُوسُفَ وهو من صغرِه لم يرَ | أحمد

كنتُ أتساءلُ عن سرِّ إحسانِ سيدِنا يُوسُفَ وهو من صغرِه لم يرَ من الحياةَ إلا وجهَهَا القاسي؛ كيفَ ظلَّ محسنًا في كلِّ هذه الظروفِ الصعبةِ؟!

وفي نهايةِ القصةِ أظُنُنِي وجدْتُ السرَّ في قولِه -تعالىٰ- علىٰ لسانِ سيدِنا يوسفَ: ﴿وَقَدْ أًحْسَنَ بِى﴾، هو لمْ يرَ في كلِّ هذِه الابتلاءَاتِ إلا إحسانَ اللّٰهِ معهُ، ولطفَهُ بهِ!

لمْ يتساءلْ: لمَ دخلتُ السجنَ وأنا مظلومٌ؛ بلْ قالَ: ﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِى إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ﴾

ولمْ يتساءلْ: لماذا يفعلُ بي إخوتي هذا؟ بلْ قال: ﴿وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾

وحتىٰ في فتنتِه مع امرأةِ العزيزِ كانَ ما ثبتَهُ هوَ تذكُّرُ الإحسانِ إليه؛ ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾

في كلِّ ابتلاءٍ يقعُ عليهِ لا يرىٰ إلا أفعالَ اللّٰهِ المحسنةِ إليه.

قلبٌ كهذا يرىٰ لطفَ اللّٰهِ بهِ في كلِّ تفاصيلِ حياتهِ، يرىٰ ويستشعرُ كرمَ اللّٰهِ، وفضلَهُ، وإحسانَهُ إليه في كلِّ محنةٍ يمرُّ بها؛ فحَرِيٌّ أنْ يكونَ قلبًا شاكرًا ممتلئًا بالنورِ، ويفيضُ بهِ لمَن حولَهُ؛ فإذا كانَ اللّٰهُ أحسنَ إليهِ؛ فكيفَ لا يكونُ هوَ عبدًا محسنًا؟!

وكلُّنَا غارقونَ في إحسانِ اللّٰهِ إلينا لو كنَّا نتدبر.. فلكَ الحمدُ والشكرُ يا الله.

- مُحمَّد العشري.


@AhmedOmran111