Get Mystery Box with random crypto!

فِي طَرِيقي إلىٰ غُرفةِ الطبيبات لأُصليَ الظُهر، أَلمحُ كُلَّ | أحمد

فِي طَرِيقي إلىٰ غُرفةِ الطبيبات لأُصليَ الظُهر، أَلمحُ كُلَّ يَومٍ مَريِضًا -فِي سنِّ شَبابه- يُحَاوِلُ جاَهدًا المَشي فِي طُرقاتِ المُستَشفىٰ بلِا كَلل أَو مَلل!
قبل أَيامٍ، سألتُ زَميلاتِي عَنه، فَإذا بقِصّته تَفِيضُ أسًى، ويَحقِر أَحدُنا هُمومَهُ، وَأحزانَهُ إن سمع مأساته، خُلاصَةُ الجَانبِ الطِبِّيِّ مِنها: رَجل فِي قُوّتِهِ، وَأوج رُشده، يُصابُ فَجأةً بِنزيفٍ دِماغِيّ، نَتجَ عَنهُ شَللٌ نِصفيّ، ثُمَّ لَمْ يَلبثْ شَهرًا إِلّا وَأُصيبَ بِجلطةٍ فِي قَدمِهِ الأخرىٰ! فَسألتُ عَنِ اسمِهِ، ثُمَّ قَرأتُ مَلفَّه، فُجِعتُ لِفجأةِ البلاءِ، وتَتابُعِهِ عَليهِ، والحَمدُ للّٰه عَلىٰ كُلِّ حَال.
أَحزنني حَالُه، وَفِي الغَدِ أَردتُ مُواساتَه بِكلِمةٍ، رَأيتُه يَمشي، فَتوقفتُ وَقُلتُ له: كَيفَ حَالُكَ يَا فُلان؟ فَرفعَ يَديه وَنَظرَ لِلسماءِ يَحمد اللّٰه، ثُمَّ ضَمَّ أَصَابِعه مُشِيرًا ، لَمحتُ فِي يده خَاتمَ التَسبيحِ، هُنا أُلجِمتُ، وَتَبعثرت كَلِماتي، الآن عَرفتُ السِّرَّ فِي قولِ إحدىٰ الطبيبات: "في الفَترة الأخِيرة أصبح يَبتسم، وأراهُ أقوىٰ، وَما شاء اللّٰه عَليه مُتفائل، وَله مِن اسمِه نَصيب؛ أَظنه قَرر أنه لن يَستسلم!"
وَأظُنّها قُوةُ ذِكرِ اللّٰه، أحسبه كَذلكَ، وَلا أُزَكّيه عَلىٰ اللّٰه.
فَضلًا يَا أَفاضل، اذكروه فِي دَعواتِكم بِالشفاءِ، وَتَمامِ العَافيةِ، هُوَ وَجميع مَرضىٰ المُسلِمين.

ذَكَّرتْني حَالُ هَذا المَريض بِآخرٍ عِندما كُنتُ طَبيبةَ امتياز؛ شَاب مَريض طَال بَقاؤه بِالمُستَشفىٰ، كَانَ بَائِسًا، يَائِسًا مِنْ حَياتِه، قَبلَ المُرورِ الصَباحِيّ، جِئتُ أَطمئنُ عَليه، فَوجدتُ فِي سَريرهِ رَجلًا قَدْ هَذّبَ شَعثَ رَأسهِ مُبتسِمًا، وبِيدهِ مُصحفٌ يَقرأ فِيه! سَألتُ المُمرضة: أَينَ مَرِيضنا فُلان؟ فَأشارت إِليه أَنَّه هُو! وَواللّٰهِ رَأيتُ مِن حَالِهِ عَجبًا، مِمَّا انعَكسَ عَلىٰ صِحتهِ الَنفسيةِ وَالجسدية!

- د. إيناس الركابي.

#طـابـت_حـيـاتـكـم

@AhmedOmran111