السَّلامُ عليكم. اللهمَّ بك أحاوِل، ولا قوةَ إلَّا بك. للَّهِ | أحمد
السَّلامُ عليكم.
اللهمَّ بك أحاوِل، ولا قوةَ إلَّا بك. للَّهِ نحنُ، وأحلامُنا، وكلُّ حياتِنا. أحببتُ أنْ أكلِّمَ كلَّ مَن ينظرُ #لتسريب_الامتحانات، ونادمٌ علىٰ مجهودِه أو حتىٰ حزينٌ علىٰ أنَّه من الممكنِ أنْ يتساوىٰ بمَنْ لمْ يعملْ أيَّ شيء! لا، ثانية، لِمَ تشغلُ بالَك أصلًا؟! تتكلَّمُ عن امتحانٍ في سنةٍ دراسيةٍ، صحيح؟ طيب، كَبِّر الصورةَ إذًا، لِمَ جئْنا إلىٰ هنا أصلًا؟ هذه الدنيا -أصلًا- كلُّها امتحانٌ، وفي الآخرِ لن تنفعَك كليةٌ ولا غيرُها، ستُتسأَلُ عن عملِك فقط، فما دامَ مقياسُ حياتِك الحلالَ والحرامَ؛ فلنْ تقولَ: يا ليتني عملْتُ مثلَه، لا، ستنظرُ إليهِ بعينِ الشفقةِ، وتدعو له فقط. أنْ تدخلَ كليتَك بمجهودكِ، لا تُعدِّدْ قيمةَ ذلك في عدةِ سطورٍ، سواء من الناحيةِ الدينيةِ أو النفسيةِ أو حتىٰ نظرة المجتمع.
بدخولِك بالغشِّ فقد بدأْتَ مستقبلَك بحرامٍ، وأكمِلْ حياتَك إذًا، إلىٰ أنْ تَصِلَ إلىٰ اليومِ الذي تكسِبُ فيهِ أموالًا أصلُها حرام! أَمُتخيِّل؟! هذا إنْ دخلت. اعرِفْ كلَّ الإجاباتِ، واعرِف -أيضًا- أنك ممكنٌ أنْ تدخلَ الامتحانَ فتمرضَ وحدَك، ولا تستطيعُ أنْ ترىٰ كلمةً حتىٰ، كيف لا تتخيلُ أن الدنيا من الممكنِ أنْ تُقلَبَ عليك في لحظةٍ؟ لأننا -باختصارٍ- لا نملكُ من الأمرٍ شيئًا. طيب، سيدخلُ -أصلًا- الذي يغشُّ، ويأخذ هذه الامتحانات، أتعرِف؟ لو ربُّنا -سبحانه وتعالىٰ- فتحَ عليهِ في هذا الحرامِ، ووصلَ لما يريدُه؛ فأكيدٌ هذا لحكمةٍ لا يلزمُ أنْ تعرفَها أنت، ولكن اعرِفْ أنه عمِلَ ما يغضبُ اللّٰهَ، ولنْ يباركَ اللّٰهُ في حرامٍ، وهذا مستقبلُك، وهذه وحياتُك! • نفسيًّا: واللّٰهِ لو دخلتَ أعلىٰ كليةٍ، وتُحسُّ أنك لا شيء، وتُحسُّ نفسَك صغيرًا في عينِك مهما وصلتَ، ويلازمُك شعورُ الندمِ طولَ حياتِك، ولا ترىٰ سعادةً أبدًا في هذا المكانِ؛ لأنك -باختصارٍ- تريدُ توفيقَ اللّٰهِ في حياتِك، وتعملُ ما لا يُرضي اللّٰه! • منطقيًّا: طالبٌ مهملٌ لا يفقَهُ شيئًا، سيدخلُ كليةَ الطِّبِّ، كيف سيجتازُ تِرمًا منها أصلًا؟! • اجتماعيًّا: نظرةُ الجميعِ لك أنك لا تستحقُّ هذا، وأنك وصلتَ إليه بالحرامِ، وكلُّهم يعرفُ ذلك صدقًا. ماذا أقول؟ وماذا أترك؟ لا مقارنة أصلًا، ثم منذ متىٰ نقارنُ مميزاتِ الحلالِ بالحرامِ؟ أنا قلتُ كلَّ هذا لمَن يريدُ أنْ يسمعَ، ولكننا هنا مُجبَرون، ولسْنا مُخيَّرين، الحلالُ بيِّنٌ، والحرامُ بيِّنٌ، وهذا مقياسُ حياتِك؛ لأن الفتنَ ما تزالُ قادمةً بكثرةٍ، والموضوعُ سيكونُ في الكليةِ أكثرَ، وأسهلَ، وأسهل.
ختامًا، لا فرحةُ الوصولِ ولا إحساسُك العظيمُ بنجاحِك في النهايةِ سيكونُ إلا بعدَ مجهودٍ عظيم. اتعبْ، اجتهدْ، وقلْ يا رب فقط. لا يستويان أبدًا أبدًا واللّٰه.
