Get Mystery Box with random crypto!

المعايير قبل الأسماء .. بقلم أياد السماوي بعد انسحاب الكتلة ال | اياد السماوي

المعايير قبل الأسماء ..
بقلم أياد السماوي
بعد انسحاب الكتلة الصدرية من العملية السياسية بالكامل , أصبحت مهمّة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء القادم بيد الإطار التنسيقي تحديدا وحصرا , ولولا انسحاب الكتلة الصدرية المفاجئ والذي لا يعرف أسبابه الحقيقية حتى اللحظة إلا الله ومقتدى الصدر , فإنّ مهمة اختيار رئيس الوزراء قد بدأت وبدأت معها المساومات والصفقات , فالطامحون لهذا المنصب الأرفع والأهم في النظام السياسي كثيرون جدا , حتى بات كلّ من له علاقة بالمالكي أو العامري أو الخزعلي أو الحكيم ( حتى لو شارب معه ستكان شاي ) يتوّدد ويتقرّب ويعلن الولاء والطاعة ويعلن استعداده لتلبية كل الطلبات , وكأنّ أرفع منصب في الدولة العراقية لا يتطلب سوى الاستعداد لتنفيذ أوامر النهب والسلب , ولا يتطلّب الخبرة في الإدارة والنزاهة والكفاءة .. والحقيقة أنّ بعض الأسماء المعروضة في سوق المنافسة على منصب رئاسة الوزراء تدعو للحيرة وترسم ألف علامة استفهام , ويبدو أنّ مافيات الفساد التي عشعشت على مقاليد الأمور خلال الحقبة الماضية قد أعلنت حالة الإنذار القصوى واستنهضت هممها لإقتاع بعض من الأطراف الفاعلة في صنع القرار داخل الإطار التنسيقي بترشيح هذا أو ذاك من شركاء الفساد والنهب للمال العام ..
مساء أمس كنت في حديث مطوّل مع شخصية سياسية ضليعة في السياسة ودهاليزها , وقد تناولنا موضوع السباق المحموم على منصب رئاسة الوزراء وسعي كلّ من هبّ ودبّ للقفز لهذا المنصب الخطير , وبالرغمّ من كون هذه الشخصية السياسية الضليعة متشائمة جدا من أصحاب القرار وقدرتهم على اتخاذ القرار الصحيح والسير بالبلد إلى بر الأمان وعدم انزلاقه في الفوضى , إلا أنّنا اتفقنا على جملة من المعايير التي لا يمكن الحياد عنها من أجل وضع البلد على جادّة الأمان ومنع انزلاقة في بحر الفوضى , حيث اتفقنا أنّه لا بدّ أولا من وضع المعايير قبل الشروع باستعراض الأسماء المتنافسة على هذا المنصب الخطير , واتفقنا على جملة من هذه المعايير الاساسية منها ..
أولا / الخبرة في العمل الإداري والسياسي .. فمنصب رئيس مجلس الوزراء الذي هو القائد العام للقوات المسلّحة والمسؤول التنفيذي الأول في الدولة العراقية والمسؤول عن رسم السياسات العامة في البلد , لا يمكن أن يكون من غير أصحاب الخبرة الإدارية في العمل في وزارات الدولة ومؤسساتها ..
ثانيا / أن يكون من الشخصيات المشهود لها بالكفاءة والنزاهة والإخلاص وغير متّهم بشبهة فساد أو غيرها ..
ثالثا / أن يكون قويا وشجاعا وحازما في اتخاذ القرارات وليس من المترّددين والمنبطحين والخانعين لمافيات وأساطين الفساد ..
رابعا / أن لا يكون مطلقا من حملة الجنسية المزدوجة , فليس من المنطق أن يكون رئيس مجلس الوزراء بريطانيا أو أمريكيا أو فرنسيا أو سويديا , ولا من الحكمة أن يستمرّ العمل باختيار رئيس الحكومة من حملة الجنسية الأجنبية خلافا للدستور ..
خامسا / أن لا يكون من بين الذين توّلوا هذا المنصب في السابق , وأن يكون من أصحاب التاريخ النظيف والمشرّف والمعروف اجتماعيا ..
فهذه المعايير الخمسة هي من أهم المعايير التي ينبغي توافرها في أيّ مرّشح لرئاسة مجلس الوزراء سواء كان من المستّقلين أو غيرهم , والذي تنطبق عليه هذه المواصفات والمعايير يستّحق بكل تأكيد التنافس على المنصب , ومن كان الأفضل بين المرّشحين , يستّحق أن يكون رئيسا للوزراء للمرحلة القادمة وتجنيب البلد مخاطر الانزلاق في الفوضى ..
أياد السماوي
في 20 / 06 / 2022