Get Mystery Box with random crypto!

الاحتكام إلى الفوضى مجدّدا .. بقلم أياد السماوي رفض مطلق لدعوة | اياد السماوي

الاحتكام إلى الفوضى مجدّدا ..
بقلم أياد السماوي
رفض مطلق لدعوة مقتدى الصدر لحلفائه الكرد والسنّة بالانسحاب من مجلس النواب تمهيدا لحلّه وإجراء انتخابات نيابية مبكرّة في ظل حكومة تصريف أعمال يقودها مصطفى الكاظمي , وبهذا الرفض يكون مقتدى الصدر قد استنفذ جميع خياراته ولم يعد أمامه غير خيار العودة إلى الفوضى والاحتكام إلى الشارع , في محاولة منه لعرقلة عودة مجلس النواب لممارسة مهامه في استكمال الاستحقاقات الدستورية المتعلّقة بانتخاب رئيس الجمهورية وتكليف مرشّح الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة القادمة , خصوصا بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا ردّ دعوى الكتلة الصدرية بحلّ مجلس النواب , والتي أدانت بدورها المجلس لعدم التزامه التام بالدستور والتوقيتات الدستورية الحتميّة .. قرار مقتدى الصدر بالعودة إلى الفوضى يبدو أنّه السهم الأخير المتبّقي في جعبته , وهذه المرّة سيكون عنوان هذه الفوضى هو ( الثورة الشعبية ) في محاولة منه لاستبعاد التهمّة عن التيار الصدري , ولا أستبعد أن تكون الفوضى هذه المرّة أشدّ وأعنف من فوضى الأثنين الأسود , كما لا أستبعد أن تكون زيارة مصطفى الكاظمي بصحبة رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي (رائد جوحي) إلى أمريكا بدعوى المشاركة بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدّة , يقع ضمن مخطط الفوضى الذي بدأت ملامحه تتضح يوما بعد آخر وتعمل عليه جهات دوليّة وإقليمية وداخلية ترتبط بحزب البعث المنحل الذي اندّس معظم أعضائه داخل التيار الصدري ونشط في محافظات الجنوب والفرات الأوسط تحت مرأى ومسع مخابرات مصطفى الكاظمي وأجهزته الأمنية ..
وكما أسلفت فإنّ مخطط الفوضى الجديد سيشترك فيه جميع أعداء العراق وإيران والحشد الشعبي , وقد بدأت قنوات الفتنة ( الشرقية , دجلة , الفلوجة , يو تي في ) تنّفذ هذا المخطط الجهنمي من خلال استضافتها بشكل يومي لعناصر موتورة ومعروفة بعدائها السافر للحشد الشعبي وإيران وفصائل المقاومة الإسلامية البطلة , لبّث سمومها والتحشيد لهذا الفوضى بدافع حرية الرأي , وكأنّ دعوة الشارع للانقلاب على الدستور والشرعية والقانون والجهر بالعودة إلى اقتحام الخضراء والتهديد باحتلال مجلس النواب مرّة أخرى فيما لو تقرّر عقد جلسة لمجلس النواب يقع ضمن حريّة الرأي , وأصحاب هذه الفضائيات يدركون جيدا أنّ ما يقومون به من تحشيد عبر فضائياتهم لحرق البلد وتدميره , يقع ضمن أعمال تهديد النظام السياسي القائم وتقويضه والتخابر مع أجهزة مخابرات دولية وإقليميّة لقلب نظام الحكم في العراق .. وها أنا أقولها للأخ مقتدى الصدر .. ياجناب الأخ مقتدى أنت انسحبت من العملية السياسية برغبتك وإرادتك ولم تكن تحت الضغط أو التهديد , فإذا كنت تريد حلّ مجلس النواب فلماذا لم تقوم بذلك أنت وحلفاءك في التحالف الثلاثي قبل انسحابك من مجلس النواب وكان ذلك ممكنا برمشة عين ؟ لماذا ينسحب السنّة والكرد من مجلس النواب وما هيّ دالتك عليهم كي ينسحبوا ؟ وهل تتصوّر أن السنّة والكرد سينسحبون من أجل حليفهم مقتدى الذي فاجئهم بقرار الانسحاب من المجلس من دون أن يستشيرهم أو يأخذ رأيهم ؟ جناب الأخ مقتدى الصدر .. القائد الحقيقي عندما يهزم في معركة ما يعترف ويقول هزمت في المعركة وأعلن عن انسحابي , وأنت قد فعلت ذلك وأعلنت ذلك في خطاب سمعه العالم بأسره , لكنّك وللأسف لم تلتزم بقرار الاعتزال سوى ثلاثة دقائق فقط , ولتسجلّ أسرع تراجع لك عن قرار باعتزال العمل السياسي .. جناب الأخ مقتدى الصدر العراق هو بلدنا وشعبه هم أهلنا , فلا تسمح لأعداء بلدك ودينك ومذهبك أن يحرقوا البلد من خلالك , ولا تكن كنيرون الذي حرق روما , فإذا كان نيرون ابن كلوديوس بالتبّني , فأنت أبن الشهيد الخالد محمد محمد صادق الصدر , فلا تتسلّى بحرق بلدك كما تسلّى نيرون بمنظر الحريق وهو يغني أشعار هوميروس , بينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق في وسط صراخ الضحايا ..
أياد السماوي
في 10 / 09 / 2022