Get Mystery Box with random crypto!

ومعلومة من دين الإسلام بالضرورة، واتفق عليها أئمَّة المسلمين؛ | إِصْلَاحُ أُمَّة..")

ومعلومة من دين الإسلام بالضرورة، واتفق عليها أئمَّة المسلمين؛ ولا تَحتاج إلى بيان ولا برهان. فالله تعالى قد أوجب على الأبناء حقوقاً تجاه آبائهم وأوجب في المقابل للأبناء حقوقاً على الآباء، وتقصير الآباء في اداء حقوقهم تجاه أبنائهم لا يبرر العقوق ولا يسوغ التقصير؛ فإذا كان كفر الوالدين بالله العظيم لا يُسقط حقهم في البر والإحسان فبالأحرى ألا يسقطه ظلمهما أو تضييعهما للأبناء؛ قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 14، 15]. وقد حررنا تلك المسألة الكبيرة في الفتويين: "عقوق الآباء للأبناء"، "هل عقوق الوالدين مبرر لعقوق الأبناء" هذا؛ ومن أعظم ما يعينك على الصبر على تلك الأقدار المؤلمة، الإيمانُ بِالقضاء والقدر، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك؛ فالإيمان بقدر الله فيما يجري على الإنسان ولا حيلة له لدفعه، وهو قوة تبْعَثُ في النفس الطُّمَأْنِينة وإن غابت عنه حمة الابتلاء؛ قال تعالى:{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[الحديد/22]، وقال: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن:11]. وقال - صلى الله عليه وسلم – "لو أنفقت مثل أحد ذهباً في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار"، وقال: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له". وليكن هجيراكِ قول النبي: "ماض في حكمك، عدل في قضاؤك"، وهو مصداق لقوله تعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56]. فإذا تذكرتِ هذا هان عليك صلة والدك، وسهل عليك تقبله شيئا بعد شيء، وذهب عنك ما تجد من النفرة. وتذكر أيضًأ أن الله تعالى خلق الدنيا بما فيها ومن فيها للامتحان والاختبار، فابتلى الله أقواما بكثرة الأوجاع والأسقام، وآخرين بنقص المال والأولاد، وآخرين بعقوق الآباء! ومن أقسى أنواع الابتلاء الابتلاء في الأهل، إلى غير ذلك من الآلام والأحزان الأتراح التي لا يكاد يسلم منها، فاستعيني بالله ولا تعجِزي، قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140]. وتحلَّي بِالصبر، مع مداومة التوجه إلى الله تعالى بالدعاء وطلب العون، واحذرِ من الاستسلام لزق النفس، فتتساوى مع والداكِ في الإثم، وضعي دائمًا نصب عينيك قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ* أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 22 - 24].

هذا والله أعلم.