فأنت عندما تكون في جوع شديد وتجد شجرة صبر [[ ويقال عنها ايضا ص | هذا الحبيب 💚

فأنت عندما تكون في جوع شديد وتجد شجرة صبر [[ ويقال عنها ايضا صبارة ]]
ستمسك بثمرة تلك الشجرة ... طبعا ستؤذي يديك بشوكها فالثمرة من الخارج مغلفة بالشوك .. ولكن مضمونها وداخلها الطعم والمذاق الحلو
وهكذا تماما الابتلاء {{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }}
________
فأنت عندما تفهم عن الله .. ويأتيك ابتلاء لن تنظر إليه على انه ابتلاء .. سترى هذا البلاء فرج وعطايا كبيرة من الله لك
لأن عطاء الله يأتي بهذا الشكل .. ويغير مجرى حياتك كلها

ولكن يأتيك العطاء من الله على شكل بلاء مغلق ... وعليك انت فتحه لتأخذ ما بداخله من الخير والعطايا الكبيرة

هذه المهمة موكلة لك ايها الإنسان .. فإذا لم تفتحه بقيت بالبلاء والعناء
مثل صاحبنا الجائع الذي وجد شجرة الصبر فقطف الثمرة واخذ يقلبها بيديه .. يتألم من شوكها .. ومازال جائعا
فهو في ألم وجوع .. الى ان يهلك
[[ يا اخي افتحها وارمي القشرة و اخرج ما بداخلها و كلها وسد جوعك ]]
______
ولكن سؤال كيف نفتح ذلك البلاء ونأخذ العطايا ؟؟

اول نزول البلاء الصدمة الاولى .. طبعا سيكون أثره شديد على النفس في البداية
عليك أن تقول {{ إنا لله وإنا إليه راجعون }}

لماذا ؟؟
لأن الله جل في علاه عندما ينزل البلاء وفي أول لحظات تأثرك فيه
سيكون نظر الله جل في علاه الى {{ قلبك }}
تقول :_ إنا لله وإنا إليه راجعون

وترفع بصرك للسماء وتقول :_ الحمد لله [[ وهذا من حسن الأدب مع الله ]]

الحمد لله ...اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها

في هذه اللحظات {{ الله }} ينظر لقلبك ويسمع كلامك
اللحظات الأولى عند الصدمة الأولى

رأى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم امرأة تبكي صبيا لها فنصحها النبي
لم ترفع رأسها كانت مستغرقة بالبكاء ولم تدري ان الذي يخاطبها
رسول الله
فقالت: _ إليك عني فإنك لم تصب بمثل مصيبتي
فلما اخبرها الناس أن الذي كان يخاطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذهبت مسرعة لبيت النبي صلى الله عليه وسلم
وأخبرته أنها لم تعرفه
فقال لها صلى الله عليه وسلم:_ إنما الصبر عند الصدمة الأولى

ففي هذه اللحظات عند الصدمة الأولى ينظر الله لقلب عبده

فإذا علم الله منك الرضى .. أبشر ويا سعدك يا اخي
سيعطيك الكريم أمرين

١_ يهون عليك البلاء حتى يتعجب الناس
[[ كيف صبر على هذا البلاء ؟؟ كيف تحمل ؟؟ ]]

٢_ سيرضيك رغم انفك

وانظروا وتدبروا كيف يبشر الله من يفعل ذلك

قال تعالى
{{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }}
بشارة عظيمة من رب عظيم يطير القلب فرحا بها .. ومن أصدق من الله حديثا و وعدا ؟؟
الله يقول لك :_ ابشر يا عبدي

انت يا اخي بهذا الفعل بدأت تفتح الغلاف {{ الابتلاء }} بالشكل الصحيح والمطلوب لتأخذ منه العطايا الكبيرة

{{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }}

وقتها ستحل عليك صلاة الله

صلاة الله ؟؟!!!

نعم يا اخي الله جل في علاه .. يصلي عليك ... تخيل
ستحل صلاة الله عليك .. وماذا بعد ؟؟
ستحل رحمته عليك ؟؟
وماذا بعد ؟؟
ستأخذ شهادة من رب البرية .. أنك من المهتدين

{{ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }}

لماذا كل هذا العطاء والكرم ؟؟
لانك يا اخي عبداً لله حقا .. رضيت بقدره لم تسخط لأنك تعلم أنه ربك ولا يتحرك شيء بالكون كله إلا بأمره
وأنه هو المدبر لأمور حياتك ... ولا يختار لك إلا الخير
وانك انت بين يديه {{ عبد }} وهو {{ السيد }}

الله عزوجل اعطاك .. ولكن بنفس الوقت اختبرك وابتلاك
وانت صبرت وحمدت الله
يا اخي الله جل في علاه يحبك
هل تعتقد أن دموعك عند الله رخيصة ؟؟
لا والذي رفع السماء وبسط الارض اقسم بعزة جلال الله
دموعك ايها المؤمن عند الله غاليه .. وألم قلبك واعتصاره من الحزن لن ولا يمر عند أرحم الرحمين مرور الكرام

بل سيجعل لك من البلاء الاجر العظيم .. والعطايا الكبيرة التي تنسيك كل ألم ذلك البلاء
[[ فصلت من العمل .. عندك مصاريف واجار بيت واولاد وراسك سينفجر من التفكير ... كم وكم حدث ذلك مع كثير من الناس وصبروا ؟؟ ثم جاءهم عمل ورزق افضل من الذي كان من قبل بمئة مرة .. والبعض تحولت حياته كليا واصبح من ذوي الأموال الكثيرة ]]
_______
قال تعالى
{{ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }}

ام المؤمنين {{ام سلمة }} رضي الله عنها هاهي جالسة تبكي بكاءاً
مراً ... فقد مات زوجها التي تحبه
وهي تقول
{{ اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها }}

ثم تسأل نفسها ومن خير من أبي سلمة ؟؟