#الرحمة_المهداة_للعالمين 《 ٢٨ 》 السيرة النبوية العطرة {{ نزو | هذا الحبيب 💚

#الرحمة_المهداة_للعالمين 《 ٢٨ 》
السيرة النبوية العطرة {{ نزول الوحي جبريل عليه السلام }}
______
تحدثنا في الجزء السابق عن مرحلة {{ الإعداد الروحي }} لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها :_
أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم النبوة حين أراد الله تعالى كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصالحة
{{ لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق }}
_______
فكانت الرؤيا الصالحة .. حتى لا يفاجئ صلى الله عليه وسلم بالملك {{ جبريل }} عليه السلام
فنبينا صلى الله عليه وسلم{{ بشر }}
والطبيعة البشرية قوتها لا تتحمل رؤية الملائكة .. خاصة الملك جبريل
حتى ولو لم يكن {{ جبريل }} على صورته التي خلقه الله عليها
الطبيعة البشرية لا تتحمل رؤيته ولا حتى سماع صوته

إذن كانت الرؤيا المنامية .. تمهيدا ليأنس صلى الله عليه وسلم وفتحاً لعالم السماء والملكوت

و من لطف الله تعالى بنا عدم رؤيتنا للملائكة
[[ أي على الصورة التي خلقوا عليها ]]
لأنهم خلقوا على أحسن صورة فلو كنا نراهم لطارت أعيننا وأرواحنا لحسن صورهم
عقولنا محدودة ليست لها القدرة الكافية على تحمل انوار وجمال الملائكة الكرام
فالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
سيقابل كائن آخر ليس من الأرض وهو جبريل
وهو أعظم كائن في السماء، ومقابلة جبريل واستقبال الوحي من السماء ليس أمرا هيناً ، وهو أمر يحتاج الى تمهيد
______
ثم حبب له صلى الله عليه وسلم الخلوة .. كان محباً لها ومشتاقاً
كان الإختلاء يريح نفس الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
خاصة من الواقع والمجتمع البغيض الذي يعيشه أهل مكة

وهذا الاختلاء كان يحبه صلى الله عليه وسلم حتى بعد نزول الوحي ، وقد فعله بالمدينة المنورة ولكن بشكل مخفف
وعلم أمته الاختلاء ... وهو ما يعرف الآن {{ بالأعتكاف }}

وفتح به باباً للدعاة الى الله ... يعتكفون في خلوة مع الله ، خاصة في شهر رمضان
وذلك ليحافظوا على نقاء نفوسهم ، فهم في سبيل دعوتهم الى الله سيخالطون جميع اصناف البشر
وسيسمعون من اصحاب العقول الجاهلة اصحاب الهوى .. كلام يضيق صدرهم منه

لذلك لا بد من كل دعاية أن يختلي بنفسه كل فترة من الوقت ليعيدوا ترتيب اوراقهم ويصلحوا احوالهم .. وتنشرح صدورهم ويسترجعوا قوتهم حتى يكون لديهم القدرة في اصلاح احوال الناس
_______
اصبح صلى الله عليه وسلم يحب الخلوة حباً كبيرا
ففيها فراغ القلب والانقطاع عن الخلق فهي تفرغ القلب عن أشغال الدنيا لدوام ذكر الله تعالى
فيصفو وتشرق عليه أنوار المعرفة، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده
كان يأخذ طعامه وشرابه ويتجه الى جبل النور، ويصعد الى غار حراء [[ مسافة بعيدة وجبل موحش ومخيف جدا ]]
كان يتحنث في غار حراء عدة أيام، ثم يعود الى بيته، ويتزود بالطعام والشراب، ثم يعود الى غار حراء مرة أخرى وهكذا
عبادة الرسول في غار حراء
وعبادته كانت التفكر ... كان يتفكر في خلق السماوات والأرض والكون، وكان المشهد من غار حراء يساعد على هذا التفكر، لأن الغار يطل على جبال شاهقة ووديان واسعة، وفضاء كبير وأفق واسع
كان يبحث عن شيء يعرفه على {{ الله }}
_______
كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تأتي وتبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم بضعة أيام
[[ يعني لو بقي صلى الله عليه وسلم في غار حراء ١٠ ايام
تأتي السيدة خديجة وتظل معه يومين أو ثلاثة ]]
بالرغم من أن عمرها في ذلك الوقت {{٥٥}} عام
_________
فلم يزل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يذهب الى غار حراء ويظل هناك عدة أيام حتى بلغ من العمر {{ ٤٠ }} عاما

وفي شهر رمضان ، وفي ليلة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم جالس في الغار .. الوقت ليل مظلم لا يوجد ضوء للقمر
المكان موحش مخيف .. شعر صلى الله عليه وسلم بطمئنينة في قلبه، وسكينة في نفسه لم يشعر بها من قبل
فسمع منادي ينادي عليه :_ يا محمد

[[ تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من سيأتي بهذا الوقت من مكة ؟؟ هل حدث شيء فأرسلت خديجة أحد الخدم ؟؟ ]]

يا محمد ... من رحمة الله كان تمهيداً له صلى الله عليه وسلم لم يأتيه جبريل فجأة ويظهر أمامه فيصدمه

فقام صلى الله عليه وسلم و وقف على باب الغار لينظر من ينادي
ألتفت يميناً .. لم يجد أحد
ألتفت شمالاً ... لم يجد احد
فإذا بالنداى يأتي من الأعلى :_ يا محمد
فنظر صلى الله عليه وسلم فإذا بجبريل مابين السماء والارض على هيئة بشر
فلما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إليه قال جبريل :_ يا محمد انا جبريل وانت رسول الله
فلمأ رأى صلى الله عليه وسلم جبريل على ذلك المنظر ارتعدت
فرائصه من شدة الخوف
[[ اكتاف الانسان لما يخاف تهتز عند الخوف الشديد .. هذه هي الفرائص ]]