عشاق العلم .. القراءة في سير العلماء عالم آخر لمن أراد أن يض | قناة / عبدالله الشهري

عشاق العلم ..

القراءة في سير العلماء عالم آخر لمن أراد أن يضيف إلى حياته عوالم أخرى غير عالمه !
سيرتهم تشحذ الهمة ، وترقق القلب، وتبعث في النفس يقينا بهذا الدين العظيم ..
وحينما يذكرون عن أنفسهم كيف كانوا يطلبون العلم ، يتملكك العجب وتصيبك الدهشة ، وأنت تقرأ عن ذلك الجلد وتلك الهمة العالية ، والعشق الكبير !
لا أريد أن أطيل في هذا فقد قرأتم أكثر مني ..
لكني اليوم قرأت خبرا واحد قصيرا عن إمام المفسرين ابن جرير الطبري، فأخذ مني كل مأخذ!
يروي رحمه الله أنه تلقى عن شيخين في الريّ ، وكان يتنقل مع زملائه بينهما ، على حرص كبير ألا تفوتهم مجالس الشيخين .
يقول: إنهم كانوا يكتبون عن الشيخ الكبير محمد بن حميد الرازي، وكان يخرج إليهم في الليل مرات، فيسألهم عما كتبوا ، ويقرؤه عليهم ..
ثم إنهم يمضون بعد ذلك وفي أواخر الليل إلى قرية أخرى ليست قريبة، ليدركوا حلقة الشيخ أحمد بن حماد الدولابي ..
يقول ابن جرير : " فنمضي بعد ذلك إلى ابن حماد وهو في قرية أخرى ، ونعدو كالمجانين حتى نصيرإلى حلقته وندرك المجلس" ..
"نعدو كالمجانين". أرأيتم كيف هو العشق؟!
لقد تخيلت المشهد أكثر من مرة .. في الليل المظلم الموحش ، يجرون بسرعة كأنهم المجانين ، متجاوزين كل خطر ..
كالمجانين !
وهل نستغرب بعد ذلك كيف حصّلوا العلم وصاروا أئمة الدنيا !
يسيرون إلى العلم عدوا كالمجانين!
فقط قبل أن تغادر هذه الخاطرة .. تصوّر المشهد ، وقلّبه في مخيلتك ..