Get Mystery Box with random crypto!

تعقيب من أخي الشيخ عادل الحوالي : صدقت دكتور .. تالله إن لتلك | قناة / عبدالله الشهري

تعقيب من أخي الشيخ عادل الحوالي :

صدقت دكتور ..
تالله إن لتلك المعارك قتلى وصرعى، حتى إن بعضهم طُمر فكره، وانطفأت موهبته، وتراجعت همته؛ بسبب تلك المعارك الجانبية، التي تقتات على الروح قبل الجسد، حتى أوهنت عظمه، وفتحت عليه أبواب الجدال، وزجت به في طرقات الخصام، وظلمات الاستنزاف، وصار همه تحليل السلوك، وتوقع ردود الأفعال، وتشليل من حوله، وخندقتهم من فوره، والأنكى من ذلك أن توصله المناكفة إلى قهر الرجال، حين يخترط سيفه ليردي به خصومه، دون ساتر من ورع، ومانع من تقوى، فيقترف الإثم، ويغترف المعصبة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقًّا..."، وكم نجح الكثيرون في تنحية حظوظ النفس عن حياض العلم والدعوة، فما أن يحتدم الخصام الفكري، وتشتد وطأة الخصومة؛ حتى يُبعث الشيطان من مرقده، والنفس من هجعتها، فينقلب الحال، ويطمع الذي في قلبه مرض، ومن تأمل (مكية) الأفكار ومنهجها آنذاك، يجد التوصية بالسلام على مجالس اللغو، وخطاب المجادلة، حتى يصان جوهر الرسالة، وتحفر مبادئ القيم للأجيال، لأن البناء يستلزم التركيز، ويتطلب التوفير، التركيز الذي يصقل الفكر، وينقيه من خشخشة الخصومة، التي تغشى طائفة من النقاء الذهني، والتوفير الذي يترك للطاعة والعمل، جذوة مشتعلة، يسير في هديها السالك، ولهذا جاءت سياقات الأنبياء الفكرية في مراحل عزلة، تنفي عنها منغصات التأمل، ومكدرات التبتل فتأمل.