Get Mystery Box with random crypto!

كنتُ في مقتبل العمر أتطلع بإعجاب إلى النابغين من طلبة العلم وا | قناة / عبدالله الشهري

كنتُ في مقتبل العمر أتطلع بإعجاب إلى النابغين من طلبة العلم والفضل، وكنت أحدّث نفسي بأن الواحد من هؤلاء يكبرني بخمس أو سبع سنين … بعد سبع سنين إن شاء الله سأكون مثلهم.

مرّت سبع سنين، ثم سبع، ثم سبع … لم أصبح مثل أيٍ منهم. اكتشفتُ بعد هذه السنين أني أصبحتُ مثل نفسي … لقد أصبحت أنا … بما لي وما عليّ، بحسناتي وسيئاتي، بإيجابياتي وسلبياتي (وما أكثرها).

طرقتُ أبواباً كثيرة فلم تُفتح لي … وفُتحت لي أبواب لم تكن على بال. حلُمت بأشياء كثيرة، معظمها لم يتحقق. وتحقَقَت لي أشياء لم أكن أحلم بها.

أدركتُ ربما متأخراً معنى قول النبي ﷺ: ”كلٌ مُيسرٌ لما خُلق له“. ضمن هذه الدائرة التي يَسرَك الله لها يمكنك أن تحقق الكثير.

أتذكر هذا المعنى عندما أقرأ قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ﴾. لا تتمنى أن تكون غيرك، بل كن أنت … فالله تعالى قادر على أن يصنع منك أكثر مما تتصور.

من حقك أن تحلم، لكن لا تجعل هذه الأحلام غير قابلة للتفاوض … قد يكون ما لم تحلم به أفضل. لا تقيّد أحلامك بدائرة معرفتك وخيالك … فهناك ما هو أبعد من ذلك: ﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.

د. سامي السويلم