نصف ساعة لا تكفي .. من أراد إصابة جوهر العلم وأصوله وفروعه، ون | قناة / عبدالله الشهري

نصف ساعة لا تكفي ..
من أراد إصابة جوهر العلم وأصوله وفروعه، ونيل بركته فلابد له من الضبط، ولن يتأتى الضبط إلا بإدمان النظر ..
وما يفعله بعضُ من يحب العلم من تلقّط الفتات من هنا وهناك وحضور بعض الدروس هو عمل طيب، لكنه ليس تعلّما يتخرج به الطالب فيصبح طالب علم متمكنا، أو عالما محققا ..
انظر للمزني تلميذ الشافعي حين يقول: أنا أنظر في كتاب الرسالة منذ خمسين عاما، ما أعلم أني نظرت فيه مرة إلا وأنا أستفيد شيئا لم أكن عرفته" ..
بل يشير أهل العلم إلى أن الطالب عليه مدارسة العلم حتى لا تبقى صغيرة أو كبيرة كتبت عنه إلا وقد اطّلع عليها وأدركها وعرف ما فيها، وكيف يجيب عن الأسئلة حولها.
فهل تظنون أن نصف ساعة في اليوم سبيل إلى ذلك ؟!
العلم لن يسلس لصاحبه إلا بطول المدارسة وبذل كثير من الوقت، والبعد عن المشتات.
يقول الجرجاني حول أهمية الإحاطة بالعلم : "وجملة الأمر أنك لن تعلم في شيء من الصناعات علماً تُمِرّ فيه وتُحلي، حتى تكون ممن يعرف الخطأ فيها من الصواب، ويَفْصِل بين الإساءة والإحسان، بل حتى تُفاضل بين الإحسان والإحسان، وتعرف طبقات المحسنين" .