2022-02-23 12:37:27
ليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها راتبةَ .
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى عمن يقول :
" أنا أعتقد أن من أحدث شيئا من الأذكار غير ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح عنه أنه قد أساء وأخطأ ؛
إذ لو ارتضى أن يكون رسول الله
صلى الله عليه وسلم نبيه وإمامه ودليله لاكتفى بما صح عنه من الأذكار ،
فعدوله إلى رأيه واختراعه جهل وتزيين
من الشيطان وخلاف للسنة ؛
إذ الرسول صلى الله عليه وسلم
لم يترك خيرا إلا دلنا عليه وشرعه لنا ،
ولم يدخر الله عنه خيرا ؛
بدليل إعطائه خير الدنيا والآخرة ؛
إذ هو أكرم الخلق على الله
فهل الأمر كذلك أم لا ؟؟؟ . "
فأجاب :
« الحمد لله ،
لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ،
والعبادات مبناها على التوقيف ،
والاتباع ،
لا على الهوى والابتداع ،
فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل
ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد والنتائج التي تحصل
لا يعبر عنه لسان ،
ولا يحيط به إنسان ،
وما سواها من الأذكار قد يكون محرما ،
وقد يكون مكروها ،
وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه
أكثر الناس ،
وهي جملة يطول تفصيلها.
وليس لأحد أن يسن للنّاس نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة يواظب النّاس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس ؛
بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به ،
بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير
أن يجعله للناس سنة ،
فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما لم يجز الجزم بتحريمه ،
لكن قد يكون فيه ذلك ،
والإنسان لا يشعر به .
وهذا كما أن الإنسان عند الضرورة يدعو
بأدعية تُفْتَحُ عليه ذلك الوقت ،
فهذا وأمثاله قريب .
وأما اتخاذ ورد غير شرعي ،
واستنان ذكر غير شرعي :
فهذا مما يُنهى عنه .
ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ،
ونهاية المقاصد العلية ،
ولا يَعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط
أو متعد . » اهـ
_ مجموع الفتاوى
( 22 / 510 - 511 ) .
429 views09:37