باب الإخبار أوسع من باب الصفات ================= من القواعد ال | قناة العلم وطلابه
باب الإخبار أوسع من باب الصفات ================= من القواعد التي يقررها العلماء في باب الصفات أن (باب الإخبار عن الله تعالى أوسع من باب الصفات)، بمعنى أنه يجوز أن تخبر عن الله تعالى بألفاظ ولو لم يرد بها دليل، لكن بشرطين: 1- أن يكون هذا اللفظ مما يصح أن يضاف معناه إلى الله تعالى، بمعنى أنه لا ينافي كمال الله تعالى، ولا يتضمن نقصا. 2- ألا يجعل هذا من الأوصاف الثابتة التي يثنى على الله تعالى بها، لأن صفات الله تعالى توقيفية. ومن التطبيقات اللطيفة لهذه القاعدة ما أورده الإمام الخطابي في كتابه (شأن الدعاء) (ص106) حيث يقول: "ومما جرت به عادة الحكَّام في تغليظ الأيمان وتوكيدها، إذا حلفوا الرجل لخصمه، أن يقولوا: بالله الطالب الغالب المهلك المدرك، في نظائرها، وليس يستحق شيء من هذه الأمور أن يطلق في باب صفات الله جل وعز وأسمائه، وإنما استحسنوا ذكرها في الأيمان ليقع الردع بها فتكون أدنى للحالف أن لا يستحل حق أخيه بيمين كاذبة، لأنه إذا توعد بالطالب والغالب، استشعر الخوف، وارتدع عن الظلم، إذ كان يعلم أن الله تعالى سيطالبه بحق أخيه، وأنه سيغلبه على انتزاعه منه، ويقهره عليه. وإذا قال: المهلك المدرك، علم أنه يدركه إذا طلبه، ويهلكه إذا عاقبه. وإنما إضافة هذه الأفعال إليه على معنى المجازاة منه لهذا الظالم على ما يرتكبه من الإثم، وعلى ما يستبيحه من حق أخيه المسلم".
