قصة الحرب على اللغة العربية لماذا قامت الحرب على اللغة العربي | وتلــ الأيـام ــك 📜
قصة الحرب على اللغة العربية
لماذا قامت الحرب على اللغة العربية؟ ما مراحلها وأهدافها؟
إبان فترة الاحتلال الغربي للعالم العربي والإسلامي حاول المستشرقون الغربيون شن حرب على اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن، ورمز الهوية الإسلامية؛ فأركان الهوية كما نعرف ثلاثة: هي العقيدة واللغة والتاريخ.
ومن هنا بدأوا في الدعوة إلى هجر اللغة العربية وإحياء اللهجات المحلية والعامية، ومن أشهر هؤلاء المستشرقين الذين تولوا هذه الدعوة؛ المستشرق لويس ماسينيونكان الذي كان من أشد الدعاة إلى إحياء اللهجات المحلية، وكذلك دلمـور القاضي الإنجليزي الذي عاش في مصر، وألف كتاب (لغة القاهرة) ووضع فيه أفكاره الخبيثة واقترح تحويل حروف العربية إلى اللاتينية.
كذلك من الشخصيات الاستعمارية التي عملت بقوة في هذه الحرب القس الإنجليزي دانلوب وهو شخصية صليبية خبيثة، والذي عيِّن في 17 مارس ١٨٩٧ م في وزارة المعارف المصرية من قبل المحتل البريطاني!
وكان أول ما فعله هو تفريغ الطلبة من ماضيها المرتبط باللغة العربية وإثارة القومية المصرية، وهذا الذي لا تزال تسير عليه مصر إلى الآن.كذلك عمل على اضطهاد معلمي اللغة العربية من الأزهريين والتوهين من حصص اللغة العريبة والدين، وفي المقابل نشر اللغة الإنجليزية وأهلها؛ للسيطرة الكاملة على كل شؤون التعليم، وبذلك أمكنه القضاء على نفوذ اللغة العربية.
وقد أبطل "دانلوب" عددًا من الكتب المقررة لأنّها تتحدث عن القيم العربية الإسلامية؛ حيث كانت غير موافقة لهدفه من الوجهتين الدينية والسياسية؛ وذلك لأنها احتوت على قواعد الإسلام، مصحوبة بالحكم والآيات والأحاديث.
وفي سبيل شجب هذه الكتب أعلن دانلوب أنّ مثل هذه الكتب غير موافية لحاجات التعليم، وأوعز إلى بعض المدرسين الموالين له: بأن يضعوا كتبًا بديلة لها.
تدخل في هذه القائمة السوداء أيضا شخصية اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني، والذي كان من كبار دعاة التغريب، وواحد من الذين وضعوا مخطط السياسة التى جرى عليها الاستعمار في محاولة القضاء على أركان الهوية الإسلامية والتي تندرج تحتها اللغة العربية.
وقد ألف كتابا خبيثا أسماه (مصر الحديثة) وضع فيه خطة كاملة للقضاء على مقومات العالم الإسلامي؛ وقد أشار حافظ إبراهيم إلى محاربة كرومر للعربية بقوله:
قضيتَ على أم اللغات وإنه ... قضاءٌ علينا أو سبيل إلى الردى
