2022-06-11 14:08:29
آية ورواية رقم ١
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ(سورة الفاتحة)
من خواص سورة الفاتحة :
عن أبي عبداللّه ع، قال: «لو قرئت الحمد على ميت سبعين مرة، ثم ردت فيه الروح، ما كان عجبا» وقال: «ما قرأت الحمد على وجع سبعين مرة إلّا سكن».
ـ قال أبو عبداللّه ع: «اسم اللّه الأعظم مقطع في أم الكتاب».
سأل أبا عبداللّه ع، عن السبع المثاني والقرآن العظيم، أهي الفاتحة؟قال: «نعم».
قلت: بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ من السبع؟ قال: «نعم، هي أفضلهن».
عن إسماعيل بن مهران، قال: قال أبو الحسن الرضاع: «بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحيمِ أقرب إلى اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلى بياضها».
سألت أبا عبداللّه ع، عن تفسير بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ ، قال: «الباء بهاء اللّه، والسين سناء اللّه، والميم مجد اللّه ـ وروى بعضهم: الميم ملك اللّه ـ واللّه إله كل شيء، الرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين خاصة».
روي عن الفضل بن شاذان ـ من العلل عن الرضا ع، أنّه قال: «أمر الناس بالقراءة في الصلاة، لئلا يكون القرآن مهجورا مضيعا، وليكون محفوظا مدروساً، فلا يضمحل ولا يجهل، وإنّما بدأ بالحمد دون سائر السور، لأنّه ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد، وذلك أنّ قوله عز وجل: (الْحمْدُ لِلهِ) هو أداء لما أوجب اللّه عز وجل على خلقه من الشكر، والشكر لما وفق عبده من الخير.
(رَبِّ الْعَالَمِينَ) توحيد وتمحيد له، وإقرار بأنّه الخالق المالك لا غيره. (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) استعطافه وذكر آلائه ونعمائه على جميع خلقه. (مالِكِ يوْمِ الدِّينِ) إقرار له بالبعث، والحساب، والمجازاة، وإيجاب ملك الآخرة له، كإيجاب ملك الدنيا. (إِيّاك نعْبُدُ) رغبة وتقرب إلى اللّه تعالى ذكره، وإخلاص له بالعمل دون غيره.
(وإِيَّاكَ نَسْتعِينُ) استزادة من توفيقه، وعبادته، واستدامة لما أنعم عليه ونصره. (اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتقِيم) استرشاد لدينه، واعتصام بحبله، واستزادة في المعرفة لربه عز وجل وكبريائه وعظمته. (صِراطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) تأكيد في السؤل والرغبة، وذكر لما قد تقدم من نعمه على أوليائه، ورغبة في مثل تلك النعم. (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين، المستخفين به وبأمره ونهيه.
(وَلَا الضَّالِّينَ) اعتصام من أن يكون من الذين ضلوا عن سبيله من غير معرفة، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً. وقد اجتمع فيها من جوامع الخير والحكمة، من أمر الآخرة والدنيا، ما لا يجمعه شيء من الأشياء».
ـ عن أبي عبداللّه ع، في قوله: (الحمْدُ لِلهِ) قال: «الشكر للّه».
(رَبِّ الْعَالَمِينَ) قال: «خالق الخلق، (الرّحْمنِ) بجميع خلقه، (الرّحِيمِ) بالمؤمنين خاصة».
(مالِكِ يوْمِ الدِّينِ) قال: «يوم الحساب، والدليل على ذلك قوله: (وقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ) يعني يوم الحساب».
(إِيّاك نعْبُدُ) «مخاطبة اللّه عز وجل و (وإِيّاك نَسْتَعِينُ) مثله»، (اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيم) قال: «الطريق، ومعرفة الإمام» الصِّراط الْمُسْتقِيم هو أمير المؤمنين ع، ومعرفته، والدليل على أنّه أمير المؤمنين قوله: (وإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) وهو أمير المؤمنين ع، في أم الكتاب.
عن أبي عبداللّه ع أنّه قرأ: (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقيمَ * صِراطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) قال: «المغضوب عليهم: النصاب، والضالين: اليهود والنصارى». وفي رواية عنه : الضالين: الشكاك الذين لا يعرفون الإمام».
قال رسول اللّه ص في قول اللّه عز وجل: (صِراطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) قال: «شيعة علي الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب، لم يغضب عليهم ولم يضلوا».
المصدر / التفسير الروائي للقرآن الكريم
342 views11:08