Get Mystery Box with random crypto!

#تعليق | مرض العصر الجديد | الحمد لله وحده والصلاة والسلام | | قناة البيضاء |

#تعليق

| مرض العصر الجديد |

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد كنت أبحثُ في أطراف «الشبكة» حول موضوع التطفل الرُّوحاني على الطب النفسي والعلوم النفسية، ومررتُ بمقالة مختصرة لأخصائية علم نفس إكلينيكي اسمها Lara Leishman، لفت انتباهي ما طرحته في تلك المقالة وأحببتُ أن أنقل بعضه لمتابعينا الكرام.

لقد كنتُ في الماضي أنظر إلى هذا الموضوع من زاوية محددة، تكمن في تقديم الحلول الرُّوحانية المزيفة للمرضى النفسانيين والاقتيات على ضعفهم واحتياجهم، ولكن (د. لارا) ألقت الضوء على زاوية أخرى لا تقل أهمية، وهي: أن التأثر بالمعتقدات الروحانية وأفكار العصر الجديد أو «نيو أيج» هو -في ذاته- من مظاهر أو من مسببات المشاكل النفسية التي يعاني منها المريض.

بل تؤكد الدكتورة أن مثل هؤلاء المرضى يصعب علاجهم في كثير من الأحيان، حيث تقول:
«بصفتي معالجة تعاملتُ مع كثير من المصابين بمعتقدات 'النيو أيج' أستطيع أن أشهد بمدى مقاومتهم للعلاج».

ونظرًا لبروزها في تخصصها، فإن كثيرًا من الجهات الرسمية في منطقتها في أمريكا تحيل إليها بعض الأشخاص لتقييم حالتهم النفسية. فتقول:
«كثير من المتأثرين بمعتقدات النيو أيج يجدون أنفسهم في مواقف تضطرهم للفحص النفسي نظرًا لما تسببه هذه المعتقدات المبنية على الأوهام من خراب في حياتهم».

وتشير إلى بعض مظاهر هذا «الخراب»؛ كتعرض كثير منهم للنصب والاحتيال، وهو ما يدخلهم في دوامة المنازعات والمرافعات القضائية، تقول:
«كثير من المتأثرين بأفكار النيو أيج يصبحون ضحايا للاحتيال بسبب سذاجتهم وإيمانهم بالخرافات»

ومع كون هؤلاء ضحايا للنصب والاحتيال إلا أنهم -في كثير من الأحيان- لا يحصلون على حقوقهم؛ نظرًا لعدم استقرارهم النفسي وثبوت شهادتهم أمام القضاء الأمريكي، تقول (د. لارا):
«لقد أحيل إلي عدد من هؤلاء الضحايا من النيابة العامة لأجل تقييم حالتهم النفسية، وصلاحيتهم كشهود في هذه القضايا، ولكن -للأسف- نظرًا لتشوه صورة هؤلاء الضحايا من الناحية النفسية فإنه يندر الحكم على المحتالين عليهم لعدم وجود شهود 'ثقات'».

كما يكمن «الخراب» المُشار إليه سابقًا في تفكك الأسرة وحرمان الأطفال من والديهم، حيث ذكرت الدكتورة أن لجان العناية بالطفل تحيل إليها بعض الآباء والأمهات لتقييم مدى قدرتهم على العناية بأطفالهم لأجل النظر في نزع الأطفال من رعايتهم وإحالتهم إلى الأقارب أو الأسر الكفيلة، وتقول:
«نشوء الطفل مع والدين متأثرين بخرافات العصر الجديد يؤثر على نفسية الطفل بشكل كبير».

وتقول مؤكدة خطورة هذه المعتقدات على العلاقات الزوجية:
«المتأثرين بالعصر الجديد يكاد يستحيل لهم الاستمرار في علاقة زوجية مع الأشخاص الأسوياء نفسيًا، والبقاء في علاقة مع أشخاص مرضى كهؤلاء سيؤثر حتمًا على الزوج السوي».

ومع ما سبق، فإنها ختمت مقالتها بخاتمة مؤلمة مقلقة، فتقول:
«لقد لاحظتُ في المرضى الذين أعالجهم أن السبب الذي يجعل أمراضهم النفسية تتفاقم هو -ببساطة- أن الأوهام التي يعيشونها وصلت إلى حد كبير جدًا من التطرف يكاد أن يجعل التواصل مع المرضى مستحيلًا.. إن نظرتهم للحقيقة منحرفة بشكل لا يمكن معها الوصول إليهم».

وتؤكد أن تركيز المعالجين النفسيين ينبغي ألا ينصبّ على كيف يمكننا معالجة المرضى المتأثرين بخرافات العصر الجديد، «فإن السؤال الأهم هو: كيف يمكننا حماية الضعفاء المعرضين لتقبل هذه الوهميات الغريبة وتزويدهم بالأدوات التي تساعدهم على البقاء أصحاء وعدم التأثر بروحانيات النيو أيج أصلاً؟».

سؤالٌ للمختصين..

كتبته:
هيفاء بنت ناصر الرشيد