2022-08-29 09:48:31
موعظة بليغة لاتقدر بثمن قال سفيان الثوري - رحمه الله -في وصيته إلى أحد إخوانه يعظه :
أوصيك وإياي بتقوى الله, وأحذرك أن تجهل بعد إذ علمت, وتهلك بعد إذ أبصرت, وتدع الطريق بعد إذ وضح لك,ولا تغتر بأهل الدنيا بطلبهم إياها وحرصهم عليها وجمعهم لها, فإن الهول شديد, والخطر عظيم, والأمر قريب,
وارتحل إلى الآخرة قبل أن يرتحل بك, واستقبل رسل ربك, واشدد مئزرك من قبل أن يقضى قضاؤك, ويحال بينك وبين ما تريد,
فقد وعظتك بما وعظت به نفسي, والتوفيق من الله ومفتاح التوفيق الدعاء والتضرع والاستكانة والندامة على ما فرطت,
ثم إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك, وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب, ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله ، وأزكى منك عملا,
فإن لم تكن معجبا بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك ، ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم ،أو حاجة تطلبها إليهم في أمور كثيرة,
فإنما تريد بعملك وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره ، فكفى بكثرة ذكر الموت مزهدا في الدنيا, ومرغبا في الآخرة, وكفى بطول الأمل قلة خوف, وجرأة على المعاصي, وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل.
|[حلية الأولياء - الأصبهاني]|
702 views06:48