Get Mystery Box with random crypto!

أيها المسلم المعتز بدينه : جاء الإسلام ليسمو بالمسلم في كل أقو | قَنَاة أ. د. عبدُالّلهِ بنُ عُمرَ الدُّمَيْجِي

أيها المسلم المعتز بدينه :
جاء الإسلام ليسمو بالمسلم في كل أقواله وأفعاله ، جاء ليطهره من النجاسة الحسية والمعنوية ويكمل في طهارته من نجاسة الشرك والوثنية والكفر والضلال والأخباث والقاذورات ، وأمر باجتنابها حفاظاً على طهارته ونقائه : قلباً وقالباً ظاهراً وباطناً، ثوباً ودثاراً ، إيماناً وإسلاماً .
هذا هو الإسلام في عليائه
مُثلٌ وأعلام ودين قيّم
جاء الإسلام ليميز المسلم عن غيره في عقيدته وتوحيده وأقواله وأفعاله وأخلاقه وقيمه ، وحذّره من التشبه بكل من يخالف دينه وقيمه وفطرته من إنسان أو حيوان .
إن العزة والاعتزاز بالإسلام لها أثر في حياة المسلم وعدم الذوبان في حضارة غير المسلم والانبهار بها والركض وراءها على غير هدى وبصيرة .
بدأت في أوساط المسلمين ظاهرة قبيحة شرعاً وفطرة وصحة واجتماعياً ونحوها .
إنها ظاهرة اقتناء الكلاب ، ظاهرة دخيلة على الإسلام وأهله ، والمجتمعات المسلمة .
ولربما كانت نتيجة للاغترار والانبهار بحضارة غير الإسلام وأهله ، والتشبه بهم ، والظن بأن ذلك دليل على الرقي والمدنية الزائفة ، والتأثر بهم أو من قلدهم من المسلمين من خلال زيارة تلك البلدان ، والمشاهدات من خلال وسائل التواصل الفاتنة لإيمان المرء وأخلاقه وعقله وقيمه ، والفراغ الروحي والوقتي الذي تعانيه بعض المجتمعات المسلمة وجيل اليوم من البنين والبنات ، ولعل حديثاً ييسره الله عن ذلك مستقبلاً .
١-حكم اقتناء الكلب :
محرم ، وهو محل اتفاق بين العلماء بل كبيرة من الكبائر ، والدليل ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «من اقتنى كلباً ليس كلب صيد ولا ماشية ولاأرض فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان» رواه مسلم. وورد :( قيراط).
ومما يزيد الأمر سوءاً وحرمة إن اقتناه كالكفار ، فقد قال ﷺ :( من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أحمد .
الآثار المترتبة على اقتناء الكلب :
أنه سبب في نقصان الحسنات، وهذا هو الحرمان والخسارة العظيمة ، لما ورد في الحديث السابق .
أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، وهذه خسارة فادحة أخرى ، قال ﷺ :( لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ ) متفق عليه.
قال العلماء: سبب امتناعهم من بيت فيه صورة :
كونها معصية فاحشة وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله تعالى.
وسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله النجاسات .
ولأن بعضها يسمى شيطاناً كما جاء به الحديث ، والملائكة ضد الشياطين .
ولقبح رائحة الكلب والملائكة تكره الرائحة القبيحة، ولأنها منهي عن اتخاذها فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه واستغفارها له وتبريكها عليه وفي بيته ودفعها أذى للشيطان ، وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتاً فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتبريك والاستغفار ، وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت ولا يفارقون بني آدم في كل حال لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها.
أن في اقتنائها جلب للنجاسة وصعوبة التحرز منها .
٢-حكم بيع الكلاب محرم ، لما ورد في صحيح البخاري عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : (نهى ﷺ عن ثمن الكلب ) وقال :
ﷺ : «ثمن الكلب خبيث» رواه مسلم .
ومن العجب والخزي : بذل المال الكثير في تلك التفاهات ، وبطون كثير من المسلمين تئن وتتضور جوعاً ، وكلابهم تعيش ترفاً ، تشفق عليها ولا تشفق على فقراء المسلمين .
٣- استثنى الشارع كلب الصيد والحراسة ، للحاجة ، ويقاس عليه الاستعانة بها في الكشف عن الجرائم ونحوها .
ولربما احتج بعضهم بذلك لحراسة البيت وحراسة نفسه وهو في الحقيقة ليس بحاجة إلى ذلك ، وهو مرتكب للمحرم .
فرع : والقيراط: مثل الجبل العظيم، وقيل : مثل جبل أحد ، وقال العلماء معناه :
أن تكون العقوبة تقع بعدم التوفيق للعمل بمقدار القيراطين مما كان يعمله من الخير لو لم يتخذ الكلب، وقيل: هي عقوبة لمخالفة النهي، وقيل غير ذلك، والأصل إعمال النص على ظاهره .
فرع : واختلف العلماء في الجمع بين رواية نقص قيراط ورواية نقص قيراطين .
فقيل : ينقص من أجره قيراطان إذا كان الكلب أشد أذى ، وينقص قيراط إذا كان دون ذلك .
وقيل : أخبر النبي ﷺ أولاً بأنه ينقص قيراط ، ثم زاد بعد ذلك العقوبة فأخبر بنقص قيراطين زيادة في التنفير عن اقتناء الكلب .
فعلى المسلمين جميعاً التواصي على الحق والصبر عليه والنصح فيما بينهم ، بالحكمة وما لا يجلب للنفس ضرراً وأذى ، وكلكم راع ، وكل راع مسؤول عن رعيته .
وعلى المسلمين أن يعتنوا بتربية أولادهم وتبيين الأحكام الشرعية لهم حتى لا يجهلوا أحكام الدين ، ويعيشوا غربة الدين .
اللهم فقهنا في الدين وفق سنة سيد المرسلين ﷺ ، اللهم رضاك وصلاحاً لقلوبنا وطهارة لنفوسنا وذرياتنا ، ونصراً وعزاً لجنودنا وبلادنا وللإسلام والمسلمين والمظلومين وهلاكاً للظالمين المعتدين وهداية لكل خير لولاتنا وولاة المسلمين.
كتبه / أبوعبدالرحمن.