#تنبيهات لأهل التفسير .. يحسن بالباحث والقارئ في التراث الت | 📚 قناة الشيخ عبد السلام بن إبراهيم الحصين 📚

#تنبيهات

لأهل التفسير ..

يحسن بالباحث والقارئ في التراث التفسيري أن ينتبه إلى أمر مهم يكثر وقوع الخطأ بسببه، هو أن أكثر كتب التفسير قد طبعت على رواية حفص عن عاصم، وهذه الرواية ليست بالضرورة هي الرواية التي يقرأ بها المفسر ويفسرها، ومن هنا يقع الخلط الشديد حين يحمل كلام المفسر على قراءة ليست قراءته، فيفسد المعنى فسادا مبيرا.

وبالمثال يتضح المقال:
قال الله تعالى ( وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما)
جاء تفسيرها في عدد من التفاسير هكذا :

تفسير مقاتل بن سليمان (1/ 218)
وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ يعني عظام الحمار كَيْفَ نُنْشِزُها يعنى نحييها

التفسير البسيط (4/ 394)
وقوله تعالى: {كَيْفَ نُنْشِزُهَا} (6) أي: نحييها

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ط-أخرى (1/ 335)
كيف ننشزها كيف نحييها

تذكرة الأريب في تفسير الغريب (ص: 37)
و {ننشزها} نحييها

فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (3/ 510)
(كَيْفَ نُنْشِزُها): كيف نحييها.

عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (4/ 177)
قوله: {كيف ننشزها} [البقرة: 259] من ذلك، أي كيف نحييها ونبعثها؟

تفسير الجلالين (ص: 57)
{كَيْفَ نُنْشِزُهَا} نُحْيِيهَا

الدر المنثور في التفسير بالمأثور (2/ 32)
وَأخرج عَن ابْن زيد {كَيفَ ننشزها} قَالَ: نحييها


وهذا كله خطأ شديد وخلط قبيح؛ لأن هؤلاء جميعا إنما يفسرون قراءة (ننشرها) بالراء وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو، وقد صرح بعضهم بذلك فذكر أنها من الفعل أنشر بمعنى أحيا، وأن منه قوله تعالى ( وإليه النشور)، وفسروا بعد ذلك قراءة عاصم والباقين (ننشزها) فقال نرفعها ونركب بعضها على بعض من النشز وهو ما ارتفع من الأرض.

فانتبهوا رحمكم الله إلى مثل هذا الأمر، فهو كثير الوقوع شائع في كتب التفسير، والله يعصمنا وإياكم.


أسامة المراكبي