وسعت رحمته ذلك الفاسق العاصي كتب مؤلف تاريخ أردبيل : حدثني ا | أعقل المجانين💔
وسعت رحمته ذلك الفاسق العاصي
كتب مؤلف تاريخ أردبيل : حدثني الشيخ عبد الحسين النجفي البشيري قال :
سمعت من بعض ثقات أنّ المقدس الأردبيلي في أوائل تحصيلاته العلمية أو في بحبوحتها في النجف الأشرف تلقى رسالة من والدته تدعوه فيها أن يأتي إلى أردبيل وتخبره بإشتياقها إليه وعزم الأردبيلي رعاية لحقوق الأم على السفر إلى أردبيل ، حتى إذا وصل قريباً من قرية ((نيارق)) وسمع أهلها بذلك خرجوا لإستقباله حتى لم يبقى في القرية أحد إلّا عمدتها وكان رجلاً فاسقاً شارباً للخمر ويقال أنّ اسمه ( كريماً ) وفي نفس الليلة التي ورد فيها الأردبيلي القرية رأى في عالم الأطياف أنّ العمدة قد توفّي وأنّه أمر بتشييعه وتكفينه وتجهيزه. فلمّا استيقظ من نومه حسب لك اضغاث أحلام لأنّه سمع بسيرة العمدة السيئة ، وتكررت الرؤيا مرّة أخرى وأخرى ، فلما استيقظ في الثالثة وخرج للوضوء سمع أهل القرية يتهامسون ويستبشرون بوفاة العمدة ، فأدرك الأردبيلي أنّ رؤياه صادقة ، فلما فرغ من صلاة الصبح استعدّ لتجهيز الميت وتكفينه ، فتعجب الناس من ذلك. وعندما تمّ ما أراد سأل الأردبيلي زوجة العمدة عن تفاصيل ما حدث ليلة الوفاة فقالت المرأة : إنّ زوجي رجل مشهور بالفسق معروف بالفجور وكان قد شرب الخمر في ليلة وفاته أيضاً ولكنه خاطبني قائلاً : إنّ حالي ليست على ما يرام هذه الليلة فابسطي لي فراشاً في فناء البيت ، فرأيته يتأمّل السماء والنجوم وقد علت وجهه ملامح التوبة والخشوع وقال بخضوع :
((( أي ربِّ أنّك تعلم أن المقدّس الأردبيلي طاهر من الذنوب فإنّك أن عفوت عنه فليس لك بكرم ، إنّما تعفوا عن (كريم) ذلك الفاسق العاصي ))).
فنهض الأردبيلي وهو يتمتم : وسعت رحمته كلّ شيء ، لقد تاب الله عليه وعفا عنه. ___________________
