Get Mystery Box with random crypto!

كنت أجلس ذات مرّة بسيارة بجانب السائق. ولم أكد أتبسط معه في ال | - د. علي الوردي.

كنت أجلس ذات مرّة بسيارة بجانب السائق. ولم أكد أتبسط معه في الحديث حتى أخذ يلتهب حماساً وقال إنه يعرف كيف يصلح العراق وإذ هو لا يحتاج إلا لبضع مشانق ينصبها على رؤوس الجسور فيعلق عليها المُجرمين والخونة والمُرتشين، وعند ذلك يرتاح الناس ويسودهم الإخاء والوِئام كما يُريد الله ورسوله. عند ذلك صرخ أحد الرُكاب وقد بلغ من الحماس مبلغه: ويحك ماذا تقول؟ إن المشانق لا تكفي، فلو أُعطيت السلطة بيدي لعرفت كيف أصلحها. وهنا وصلت السيارة إلى نهاية مطافها لسوء الحظ فلم أتبين كيف يستطيع هذا الراكب العبقري أن يصلح الناس إصلاحاً تاماً. ولو أن السيارة كانت قد أبطأت في سيرها فلم تصل إلى غايتها على عجل، لوجدت جميع الرُكاب يشتركون في المناقشة الحادة، ولصار كل منهم مُصلحاً جباراً يستطيع أن ينقذ المجتمع خلال إسبوع واحد. ومن يدري، لعل كاتب هذه السطور سيشترك معهم بالمُناقشة، ورُبّما فاقهم بعظمة مُقترحاته أو عدد مشانقه!

- د. علي الوردي، مهزلة العقل البشري.