2021-02-26 12:06:53
ثم حاول ان يغير الحديث فقال :
ـ شنو أسمك ؟!
ـ قلت بتلعثم : اااااا حسن !
ـ وين تسكن ؟! وشنو تدرس ؟!
ـ كرادة داخل وادرس بجامعة بغداد ، كلية الطب ، مرحلة ثانية ...
ـ طيب أيها الطبيب المستقبلي ماذا تريد ؟!
( هنا أجبت بسرعة وكأني اريد ان اتجاوز هذا السؤال الى الذي بعده )
ـ أريد الله !
ـ انشرحت اساريره واسترخى قليلا واعتدل جبينه وقال :
انتم بالطب تعالجون جسد المريض فيوصل للشفاء ، وهنا يداوون روح المريض فيوصل لله ...
اللي يطيب جسده يوصل للعافية ، واللي يطيب روحه يجد الله في قلبه !
ـ هنا اقتنصت هذا الانشراح وحاولت ان الح اكثر فقلت :
ـ شيخنا : كن طبيبي وعالج امراض روحي ، فأنا وان كنت طالبا في علم الطب الا اني مريض في علم الروح ...
هنا وضع يده اليسرى على اليمنى وقال شعرا منثوراً ...
وحيث ان الروح اصبحت عليلةً ... وتشرَّب المرض فيها يا صديقي
فهيا لنذهب الى شاطئ البحر عسى ان نجد بقية ماء الحياة عند الخضر
فقد قيل : ان الحب هو العلاج للمرضى
وان العشق اكسير الحياة ... ولا علاج للمرضى الا بالوصال..
ثم رفع يديه وقال بخشوع لم ار مثيلاً له طوال عمري : ُ.
إلهِي مَنِ الَّذِي نَزَلَ بِكَ مُلْتَمِساً قِراكَ فَما قَرَيْتَهُ؟
وَمَنِ الَّذِي أَناخَ بِبابِكَ مُرْتَجِياً نَداكَ فَما أَوْلَيْتَهُ؟
أَيَحْسُنُ أَنْ أَرْجِعَ عَنْ بابِكَ بِالْخَيْبَةِ مَصْرُوفاً، وَلَسْتُ أَعْرِفُ سِواكَ مَوْلىً بِالإِحْسانِ مَوْصُوفاً؟
كَيْفَ أَرْجُو غَيْرَكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدِكَ؟!
وَكَيْفَ أُؤَمِّلُ سِوَاكَ وَالْخَلْقُ وَالأَمْرُ لَكَ؟!
أَأَقْطَعُ رَجآئِي مِنْكَ وَقَدْ أَوْلَيْتَنِي ما لَمْ أَسْأَلْهُ مِنْ فَضْلِكَ؟!
أَمْ تُفْقِرُنِي إلى مِثْلِي وَأَنَا أَعْتَصِمُ بِحَبْلِكَ؟!
وفي لحظات من البكاء والتوجه التفت الي وقال :
ـ حسن : انا لا قيمة لي ، انا لا شيء بل اقل من اللاشيء ولكن الحاحك في الايام الماضية علي ومناجاتك الصادقة بين يدي الله في الايام الثلاثة الفائتة تجبرني ان اكون بخدمتك فاستعد للدخول في عالم الكمالات واسأل الله ان يعينك ويوفقك بحرمة محمد وآل محمد ...
ثم قال : هناك امران اوجب عليك عملهما ...
الاول ... اذهب غداً لزيارة القاسم بن الامام الكاظم في محافظة بابل وتوسل بجنابه واطلب منه ان يعينك في طريق القرب من الله تعالى فقد سمعت من أكابر العلماء الربانيين ان للقاسم مقامٌ عظيم في عالم الكمالات وان كل الذين وصلوا لذلك الوادي كانت لهم علاقة بهذا العبد الصالح والولي الناصح ...
فاذهب غداً لزيارته وتوسل به واطلب منه ان يعينك في الطريق الى الله تعالى ...
ـ اني ما زايره ابداً مع الاسف لكن الامر بسيط غدا اذهب للزيارة ان شاء الله تعالى .
قال : واما الامر الثاني : فأقرا هذا الدعاء احد عشر يوماً ( .... )
_ وبعدها تعال لي ... سأكون بانتظارك ...
_ ماشي شيخنا ...
يتبع ...
رواية
#رحلة_عشق
بقلم : الشيخ علي المياحي
http://telegram.me/ali11041
تكملة [8]
#رحلة_عشق
قاسم العطاء
امرني الشيخ يقظان بزيارة قبر القاسم بن الإمام الكاظم (عليهما السلام) ، وان اتوسل بمقامه السامي عند الله تعالى بأن يعينني على نفسي ، وأن يجتبيني ويعلمني العبودية لله سبحانه ، وان آتي لزيارته بعد إتمام مراسيم الزيارة مع الإلتزام الدقيق بالذكر شرط حضور القلب .
رجعت من مسجد فاطمة وانا بغاية السرور ، وإنشراح الصدر ، وطمأنينة النفس وكأني احلق في الهواء من السعادة ، فمررت على دكان الحاج النداف فوجدته مغلقاً ، وقضيت ليلتي بمراجعة بعض دروسي في الكلية ، كما نمت مبكراً كي استعد لسفر الغد ، وفي منامي سمعت هاتفا
يقول : الماء ... الماء ... الماء ! ولم اعرف معنى هذا المنام ...
قمت لصلاة الصبح ، وبعدها قرأت دعاء العهد ، وانطلقت إلى محافظة بابل وحين وصلت مركز مدينة الحلة سألت عن القبر الطاهر لسيدي ومولاي القاسم (عليه السلام) وفي طريقي بين الحلة وناحية القاسم وجدت عائلة في الطريق كانت ذاهبة إلى زيارته فأصعدتهم وهم إمرأة كبيرة وفتاة واطفال صغار ...
وفي طريقنا كانت الأم تحدث إبنتها ذات الثلاثة أطفال قائلة :
( يمَّه : يمته اجيناه ورجعنا خايبين منه ؟! ... هذا باب الحوائج ، بس خلي عندك ثقة وان شاء الله وليدج المريض يطيب ... ) .
وهكذا وصلت إلى الناحية التي تحتضن القبر المعظم ، وها قد تراءت لي القبة الذهبية الشامخة ، والمنارتان المباركتان ، وقد رأيت جموع الناس تقصده من كل حدب وصوب والجميع يعيش حالة من الإنقطاع والخشوع والتسليم ...
وقفت عند الباب الرئيسي للحرم المطهر ، وكُلي رهبة من الدخول ، ولم يحصل أن عشتُ هكذا حال قط ، حيث شعرتُ ـ ولأول مرة ـ أني ازور روحاً تسمعني ، وولياً كأنه ينظر لي ، فلقد تملكتني عظمته ، وأسرتني روحه رغماً عني ...
51 views09:06