مُنذ الصِغر عوّدتنا أُمي يومَ عرفة أن تفتَح التِلفاز عَلى التِّكبيرِ بِإعلى صَوت مُمكن، تَدخل غُرفة كُل فردِ مِنا لِتوقِظه بجُملةِ أن اللهَ يُباهي هَذا اليَوم بِأهلَ الارضِ أهلَِ السَّماء، فَ نستيقِظ لنُكبّر وَ نُهلل، لَم نكُن نُدركُ حِينها مَاذا تَعني تِلك الكَلمة، لكِننا كُنا نُكبِّر فَرحاً بِالعيد.. وَ منذُ ذلِك الوَقت زُرعَ في قَلبي حُب عَرفة وَ خلقَ لهَ مَهابة خَاصة.. كَبرِنا وَ لازالت أُمي عَلى عادتِها، لكِن النُضجَ فِينا تَغير، عَرفنا الله، وَ عَرفنا لمَ التِّكبير وَ التهليل.. أصبحتُ اسأل نَفسي هل سأكونُ من أولئكَ العَبيد الذين يُباهي اللهُ بِهم أهلَ السَّماء، أأستَحق أن اكونَ مَعهُم.. تدورُ في رأسي كُل العهودِ التي نطقتُ بِها لله، لَكنني نقضتُها، كُل النِعم التي تُحيط بي، لَكنني دونَ وعيٍ جَحدتُها، كُل الذنوبِ التي تبت مِنها، لَكنني عُدت إليها، تَشتت أفكاري وَ كانَت رحمةُ اللهِ مخرجيَ الدائمُ الذي إذا مَا سُدت كُل الطرقِ ألجأ إليه، تَذكرت رَحمته، وَ فرحتَة بِتوبة عَبده، تَذكرت أنَّ الذي يُحدِث بَعد كُل ذنبٍ تَوبة كُتب مِن الآوبّين الذينَ يُحيطُهم حُب الله، فَ ترتَبت أفكاري، وَ ازدادَ يَقيني، وَ تَجَّهزت دَعواتي.. نَحن دائماً مَا تُنقِذنا رَحماتَ اللهِ وَ ألطَافه.. فَ لهُ كُل الحَمد .. ⓣ.me/alialsayad 1.2K viewsابو إلياس الصياد, 01:57
