Get Mystery Box with random crypto!

#هل_الحج_فطرة؟ في عام 1424 زرت إحدى الدول الإفريقية فبلّغني ا | قناة محمد الخضيري

#هل_الحج_فطرة؟

في عام 1424 زرت إحدى الدول الإفريقية فبلّغني الأخوة إن سلطاناً من سلاطين القرى الوثنية اتصل بهم ورغب منهم أن يحضروا حفلة إعلانه للإسلام ، هو وجماعة من قومه ، ورغب الأخوة مني حضور هذه المناسبة الكريمة ، وفي اليوم المحدد وصلنا إلى قرية هذا السلطان فوجدناه مستعداً لاستقبالنا ورأينا الناس قد تجمهروا استعداداً للحفل ، وعرفت أن الذي دعا السلطان للإسلام هو ابن أخته ، حيث أسلم مع والديه في وقت مبكر ودرس في إحدى جامعات السودان ، ثم قدم إلى خاله ودعاه للإسلام فقبل ووعد بدخول الإسلام ، وفوجئنا بهذا الشاب الداعية يأتي إلينا منكسراً حزيناً ، ويقول: إن السلطان يرحب بكم ويعتذر عن الدخول في الإسلام هذا اليوم وسيجعله في يوم آخر غير محدد ، وعرفت من كلامه أن الشيطان قد وسوس له ليصده عن دين الله ، فقلت: دعنا نختلي بالسلطان ونتحدث إليه ، فدعا خاله السلطان وجلس معنا ، فشكرته على دعوته وأخبرته أننا جئنا فرحين بخبر قبوله للإسلام ولكننا أسفنا لما سمعناه من تأجيل موعد إسلامه ، ثم قلت له: إن كنت مقتنعاً بالدين فما الذي يجعلك تتأخر؟ ، فإن هذا من الشيطان يريد منك أن تموت على غير ملة الإسلام ، وإن كنت شاكاً أو متردداً أزلنا عنك الشك وأوضحنا لك الأمر ، وقلت له في ختام كلامي: أيها السلطان إنك إذا أسلمت الآن وأسلم الناس بعدك كتب الله لك أجر كل من أسلم بعدك من قريتك ، وإنك إذا تأخرت فأسلموا قبلك حرمت أجرهم ، ثم إنك لا تدري متى تأتي المنية و يفجأك الأجل، وشيء ثالث فقد جئتك بهدية لا تصلح إلا لمسلم ، فقال: ماهي ؟ فقلت : رحلة الحج ، فقد تكفل أحد المحسنين بتكاليف رحلة الحج لك إن أسلمت ، وإن لم تسلم قدمتها لغيرك ، فأطرق قليلاً لما سمع " الحج" ثم قام وخرج من بيننا من غير استئذان ، وخرج ابن أخته معه ، ولامني الأخوة على ذكر رحلة الحج له كأحد المرغبات في دخول الإسلام ، وقالوا لي: لم تجر العادة في ترغيب الناس في الإسلام أن يذكر الحج فيه لما فيه من المشقة والتعب والغربة وغير ذلك ، فقلت: إن كان في شيئ من كلامي خير فهو ذكر رحلة الحج ، واختلفنا ثم سكتنا ، وبقينا قريباً من ربع ساعة لا ندري ما الخبر ، ثم طلع علينا الشاب الداعية فرحاً مستبشراً يزف إلينا خبر قبول خاله السلطان للإسلام ، فقلت له: ما الذي أثر فيه من كلامنا ؟ قال لي : وعدكم له بالحج ، فإنه قال لنا: لو تأخرت أعطوا هذه المنحة رجلاً غيري ولم يتيسر لي الحج ، وأنا أريد الحج ، فكبرت وحمدت الله على توفيقه ، ثم أسلم السلطان وأسلم كثير من قومه بعده ، وتم له الحج وفرح بذلك وحسن إسلامه ، وقد لاحظت على من يسلمون من سلاطين إفريقيا أن الحج يغيّرهم وينقلهم من مسلمين عاديين إلى دعاة متحمسين لنشر الإسلام راسخين فيه متشبثين به ، وهذا ما لاحظه كثيرون غيري ممن خالطوا القوم وسبروا أحوالهم ، وإني بهذه المناسبة أدعو إلى فتح هذا الباب العظيم من أبواب الخير والدعوة ، وهو "تحجيج السلاطين المهتدين" فإنه يفتح المناطق الغير مسلمة بالدعوة من غير جهد كبير، وتكلفة حج السلطان تتراوح بين 3500 دولار إلى 5000 دولار ، لكن بشرط أن يكون معه في رحلة الحج من يعلمه دينه ويبين له المناسك ويفسر له كل شيء يراه مما هو غريب على غير المسلمين.
أعود إلى ما أوردت القصة لأجله، وهو السؤال الذي استفتحت به المقال: هل الحج فطرة؟
لقد تأملت في قول الله تعالى: " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " فوجدت أنها تشير إلى أن الحج مركوز في الفطر البشرية ، وأن الفطرة متى سلمت وأزيل عنها غبش الجاهلية حنّت لبيت ربها وزيارة المشاعر المقدسة ، ويؤكد ذلك ما رواه المفسرون في تفسيرها حيث قالوا : إن الله أمر إبراهيم عليه السلام بأن يُؤذِّن بالحج، فقال: يا رب وكيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟ فقال : ناد وعلينا البلاغ، فقام على مقامه، وقال: ياأيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه ، فيقال : إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض وأسمع من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومَدَر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة: لبيك اللهم لبيك.
قال ابن كثير:" وهذا مضمون ما روي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف، أوردها ابن جرير وابن أبي حاتم مطولة"
وقد حدثني عدد من الدعاة في إفريقيا بأنهم وجدوا للحج تأثيراً في الدعوة سواء في قبول الناس لدين الله ، أو ثباتهم عليه بسبب الحج ، وتحولهم من مسلمين صالحين إلى دعاة مصلحين.

كتبه: 
#محمد_بن_عبد_العزيز_الخضيري
https://mohammedalkhaderi.blogspot.com/2019/06/blog-post_91.html?m=1