Get Mystery Box with random crypto!

بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الجمعة 28 محرم 1444هـ الموافق 27 | منبر الخطباء والدعاة

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 28 محرم 1444هـ الموافق 27 أغسطس 2022م
الخطبة الأولى : الحمد لله رب العالمين القائل (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بصير ) وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه تكفل له ربه بالحماية بقوله (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والسائرين على طريقته إلى يوم الدين ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته والجهاد في سبيله والانتصار لدينه والاعتماد عليه والاستناد إلى قوته (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ) جعلني الله وإياكم من المتقين الفائزين...أما بعد فيا أيها المؤمنون الكرام أقف بحضراتكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى الهجرة يدخل غار ثور يختبئ فيه والمشركون يطاردونه بغية أن يحظوا بجائزة قريش التي رصدتها لمن يأتي بمحمد وصاحبه مائة من الإبل عن كل رأس منهما ، إنها جائزة كبرى سال لها لعاب فرسان قريش وشبابها فخرجوا يجوبون الأرض مشرقا ومغربا وشمالا وجنوبا يقصون الأثر في كل الطرقات ، وبالفعل وصل المطاردون إلى باب الغار الذي يختبئ فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع صاحبه ، استقر في قناعة المطاردين بأن محمدا وصل إلى باب الغار ولم يبرح من ذلك المكان فإما ابتلعته الأرض وإما ارتفع إلى السماء ، هذا ما قاله المطاردون بلسان الحال والمقال ، لكنه لم يحصل شيء من ذلك وإنما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفظ الله وفي رعايته ومعيته وحراسته ولذلك أخذ بأبصارهم فلم يشاهدوه وهو أمام أعينهم ، يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو في أشد الخوف والحزن على رسول الله يخشى أن يراه المشاركون فيقتلونه ويطفؤون نور الله ويقضون على حامل راية الدعوة والجهاد ، ويطمسون معالم الدين ، يقول له همسا يا رسول الله والله لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا فيقول له الحبيب المصطفى : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن إن الله معنا .
إنه درس نتعلم منه أيها المؤمنون أن نكون على ثقة بربنا وديننا وأن الله تعالى مع عباده المؤمنين ومع جنده المجاهدين ومع الدعاة المصلحين ينصرهم ويحميهم ويدفع عنهم الأخطار لا سيما في أوقات الشدة والمحنة عندما نشاهد أعداء الله وأعداء دينه وأعداء اليمن يتفرعنون علينا ويحاولون أن يستأثروا بخيراتنا وثرواتنا ويمزقوا وحدتنا ويستهدفوا ديننا وقيمنا وأمننا واستقرارنا وجيشنا وقبائلنا ، نؤمن بأن الله لا شك ناصر دينه ومعز أولياءه ومذل أعداءه ، وهذا أيها الكرام لا يعني أن الأمة معفو عنها من عمل الأسباب ، لا بل يجب أن تستنفر كل الطاقات والجهود والقدرات ، ولذلك ما ذا كانت النتيجة لتلك المؤامرة الكبرى من قبل قريش والتي استهدفت القضاء على رسول الله وعلى دينه ودعوته وعلى أصحابه وأتباعه ؟ وبعد أن استنفر كل الأسباب تدخلت القدرة الإلهية لنصرته قال الله (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى