2017-02-08 22:05:37
حكم الدفاع عن الكفار بسبب أخلاقهم ومعاملاتهم
للإمام المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
السؤال:
ما حكم الشرع فيمن يدافعون عن كفار النصارى الذين رأوا منهم أعمالاً صالحة وأخلاقاً عالية، ويقولون: كيف تحكمون عليهم بدخول النار والله وحده يعلم وربما يغفر لهم ؟
الإجابة:
الذي يدافع عنهم إما أن يكون جاهلا فهو آثم معذور بجهله ، آثم إثماً الله أعلم بمقداره على جهله ، وعلى عدم تعلمه ، وعلى عدم سؤال أهل العلم ، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ » .
والذي يدافع عنهم يرى أنهم محقون فهو يعتبر كافراً ، لأن الله أخبر أنهم في النار وأيضا لا ينبغي أن لا نغتر بهم ، بل ينبغي أن يكونوا في نفوسنا ، وإن كانوا من المخترعين ، وإن كانوا من الفنادمة ، يكونون في أنفسنا كالأنعام ، بل شر من الأنعام ، يقول الله عزوجل : « إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ » .
ويقول الله سبحانه وتعالى : « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ » .
فهؤلاء يعتبرون شر البرية ، سواء أكانوا يهوداً أم كانوا نصارى ، سواء أكانوا من ذوي الشهادات العالية أم من ذوي الأجسام الناعمة ، فهم يعتبرون شراً من الدواب .
وقد حكم الله بكفرهم وحكم عليهم بالضلال ، فنحن نؤمن بالله ونؤمن بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
بعض الناس ربما يرى سوء معاملة المسلمين ، ويغتر بحسن معاملة النصارى ، ولا يدري أن النصارى يحسنون المعاملة لأمور دنيوية ، من أجل أن يرغب الناس في معاملتهم ، وإلاّ فالإسلام هو دين المعاملة الحسنة ، حث على الامانة ، وحث على الصدق ، ونهى عن الكذب ، ونهى عن السرقة ، إلى غير ذلك من الخصال الحميدة التي دعا إليها ، والخصال الذميمة التي نهى ونفر عنها .
راجع كتاب : ( غارة الأشرطة 2 / 460 - 461 ) .
الفتوى صوتياً :
http://www.muqbel.net/fatwa.php?fatwa_id=619
206 views19:05