عاشوراء المدرسة في مقتل الحسين (عليه السلام ) ومعركة الطف وا | منشورات موسى الخوئي

عاشوراء المدرسة
في مقتل الحسين (عليه السلام ) ومعركة الطف والتي أطلقت عليها بعض الروايات التاريخية عنوان ( اول ذل لحق بالعرب ) شملت المعركة فصلين من المواجهة : في اشتباكات السيوف والرماح وتطاير النبال اولا وفي القيم والمثل والاخلاق ثانيا رغم ان طرفي المواجهة كا نا يزعمان انهما يؤمنان بالاسلام كدين وبرسوله المصطفى المرسل نبيا وبكتابه منهجا و في حين رسمت الشعارات المطروحة تبريرات نظرية للعدوان ومحركاته تسعى الى شرعنة ذلك العدوان كنظريات طاعة السلطان والحفاظ على سلامة دولة الخلافة والاعتراض على الخروج عليه كانت التفاصيل القيمية والاخلاقية في الميدان تعكس البون الشاسع بين المعسكرين معسكر بني امية ابناء الطلقاء وبين معسكر ال البيت الثقل الثاني من وصية الرسول عليه السلام .
معسكر دولة الخلافة كان مشبعا بالمحركات الجاهلية الرافضة للاسلام وشرائعه والتي تحدث عنها ابوسفيان في دار عثمان خلال عملية انتخاب الخليفة قائلا (تلقفوها تلقف الكرة ....فما من جنة ولا نار ) .اما المعسكر الاخر معسكر الحسين فقد نهل من منبع الرسالة ونبيها وسيدها ووصي رسولها كل معاني الصدق والكرامة والعزة والاباء والشمم والوفاء هذا الذي نجده في الحسين واصحابه عموما .
جريمة قطع الماء عن معسكر الحسين وعن اهله واطفاله مثلا كانت سنة اموية اقدم عليها جيش معاوية في صفين بينما رفض الامام امير المؤمنين عليه السلام تلك الاساليب بعد تسلط معسكره على الابار بل امر بسقي معسكر معاوية من الماء .
والمشاهد الفاصلة بين المعسكرين والفارق النوعي بين قيمهما جد كثيرة تبلغ ذروتها في بشاعة العدوان في العاشر من محرم ..قطع الرؤوس وحرق المخيمات وترويع حرم الرسول (ص) واخذهم اسارى مكبلين الى الطاغية يزيد ... هذا الذي يجعل من كربلاء مدرسة للحياة والمنهج بين انسانية و رحمانية رسالة السماء وبين بربرية الجاهليات المناوئة له والمتقمصة شعاراته احيانا .https://t.me/alkhoee/120