الشهيد السيد محمد باقر الصدر ..النابغ الذي خسرناه عام 1968 كن | منشورات موسى الخوئي

الشهيد السيد محمد باقر الصدر ..النابغ الذي خسرناه
عام 1968 كنت في سفرة مهنية الى سويسرا جرني البحث خلالها عن مراكز اسلامية وهي يومئذ جد قليلة في اوروبا الى المركز الاسلامي بجنيف ومنه كانت تصدر مجلة المسلمون والتابعة الى جماعة الاخوان المسلمين .كان المرحوم سعيد رمضان احد ابرز الشخصيات الاخوانية وصهر مؤسس الحركة حسن البنا وهو المسؤول الاول في المركز وقد حضر بعد دقائق من وصولي الى المركز وجلسنا في حوار عام عن الاسلام والعمل الاسلامي وقد بدأ بالسؤال عن الجهة التي اتيت منها فقلت النجف الاشرف ..
قال: مدينة محمد باقر الصدر ؟ وبعد الاجابة بالايجاب بدأ كلاما خطابيا يصف به السيد الصدر بالنبوغ والعلم والعبقرية ولا مثيل له في التاريخ المعاصر ثم طلب مني مناقشة السيد الصدر في الموافقة على ترجمة كتابه اقتصادنا وفلسفتنا الى ست لغات اوروبية و قد طرحت الامر على السيد الشهيد بعد العودة فاعلن موافقته رحمه الله ولم اتابع الامر حيث تقرر متابعة الموضوع من قبل السيد الشهيد نفسه ..ولا استبعد ان تكون الضغوط المعاكسة ذات الطابع الطائفي وهي قوية في حركة الاخوان عملت على كبح المشروع المطروح من قبل سعيد رمضان .
مشهد اخر من تجليات النبوغ عند السيد الشهيد كان عند طلبه استاذا في علوم الاحصاء من جامعة بغداد وكان ذلك خلال تاليفه كتاب (الاسس المنطقية للاستقراء ) . وقد تمت الاستجابة للطلب من خلال التعاون مع احد الاصدقاء وهو الدكتور ابو القاسم استاذ الفيزياء في كلية العلوم بجامعة بغداد وطرح الامر على استاذ الاحصاء في كلية العلوم وهو دكتور مصري وبعد الموافقة توجهنا نحن الثلاثة الى النجف الاشرف والى دار السيد الشهيد مباشرة .
امام السيد رحمه الله اكتظت الكراسات المتراكمة وهي مسودات الكتاب ويغلب عليها الطابع الرياضي الجامعي وصفحات تحفل بمعادلات رياضية يختص بها اصحاب الاختصاص في تلك العلوم .
بدأ السيد رحمه الله نقاشا علميا استمر لساعتين مع الدكتور المصري (استاذ علوم الاحصاء ) ويبد و انه بلغ مايريد وغادرنا الدار قبيل الظهر ومع تساؤلات ودهشة الاستاذ المصري عن المنابع الدرسية او الجامعية التي تخرج منها هذالعالم في الرياضيات .فاجبناه : انها الحوزة العلمية في النجف الأشرف .
في القسم الثاني ساواصل الحديث عن النابغ الفذ السيد الشهيد وعن الحالة النجفية ...المدينة التي لا تنصف رجالها .

https://t.me/alkhoee/14