Get Mystery Box with random crypto!

موسى الخوئي ١٦ بين الفقيه والسلطان (الحلقة 15) : جبهتا المواج | منشورات موسى الخوئي

موسى الخوئي
١٦

بين الفقيه والسلطان (الحلقة 15) : جبهتا المواجهة الاسلام والبعث.


بدأ البعثيون حربهم القمعية الاستئصالية على الكيانات الاسلامية مع التركيز على الكيانات الشيعية الحوزة العلمية والدعوة الاسلامية منذ بواكير السبعينات من القرن الماضي فبدأوا اولا بحملة اعتقالات طالت بعض الدعاة الاسلاميين كان ابرزهم في المرحلة الاولى الشهيد الحاج عبد الصاحب دخيل احد القادة الكبار في حزب الدعوة الاسلامية الذي اعدم بعد مراحل تعذيب همجية في احواض التيزاب .
التقارير البعثية وخارطة الطريق القمعية كانت تتحدث عن (الحزب الفاطمي ) بديلا عن حزب الدعوة في محاولة تضليل لاعطاء الحركة الاسلامية السمة الطائفية التي تبرر للسلطة البعثية عمليات القمع اللاحقة .
واجه الامام الخوئي الراحل عمليات القمع بكل ما تسمح له الظروف الميدانية وضمن المعادلات القائمة للضغط على السلطة البعثية في محاولات ايقاف السلطة عن الاستمرار في جرائمها و بربريتها فكان السيد الوالد رحمه الله (السيد جمال الدين) يتوجه عادة الى بغدادللقاء المعنيين بالامر لايصال مطالب المرجعية النجفية وكانت اللقاءات هذه –وقد حضرت بعضها – تتسم بالجفاء والشدة في المواقف والمجابهات .
نقطتان اود الاشارة اليهما ترتبطان باحداث تلك المرحلة :
الاولى : راي ساذج مطروح في بعض الاوساط الحوزوية ان البعثيين ليسوا هم من بدأوا معركة قمع الاسلام والاسلاميين وانما جاءت الجرائم البعثية كردود افعال تجاه انشطة الاسلاميين مع غمز ضمني للسيد الشهيد الصدر رحمه الله في مسؤوليته تجاه المواجهات ..ومثل هذا الراي الذي يكرر التفسير الصدامي في مقابلاته مع جون نيكسون المحقق الاستخباري الأميركي حول تصفية السيد الشهيد انما يفتفر تماما الى الرؤية السياسية حول المحاولات الاستعمارية وادواتها الفاعلة في برنامج القضاء على الاسلام والاسلاميين كما هو غريب عن تفاصيل خطة العمل البعثية التي دونت قبل البدء بعمليات القمع قبل زمن ..
ولعل الهجمة الوحشية البربرية على جمهور المشاة في الاربعينة الحسينة عام 1977التي جاءت للقضاء على اخر مظاهر الشعائر الحسينية تدلل على التوجه الاستئصالي الشامل للبعثيين تجاه الدين وكياناته وطقوسه .
الثانية : عن العلاقة بين المرجعية والحركة الاسلامية هناك تشويه متعمد لاعطاء صورة تخاصمية بين الاثنين خلافا للاحداثيات القائمة حينذاك والتي جعلت الحوزة الدينية والحركة الاسلامية في مرصد التامر البعثي على حد سواء .وكان للسيد الشهيد الصدرفي عنوانه واتجاهياته والثقة المطلقة التي كان الامام الخوئي يوليها له الدور الابرز في تاصيل الاصطفافات في المواجهة القائمة اضافة الى الاهتمامات السياسية للسيد الخوئي نفسه التي برزت في اكثرمن مناسبة من مناسبات الدفاع والجهاد كما كان الحال مع الشاه بهلوي وفي افغانستان مع الحكم الشيوعي ومواطن اخرى.
.محاولات الفصل الصارم بين الحوزات الدينية وبين الاهتمامات الدفاعية والجهادية والسياسية تبلورت منهجيا بعد الاحتلال الأميركي للعراق ومساعي الاحتلال لتحجيم الدور الحازم للاسلام في رفض الاحتلال ومقاومته ...
يتبع ... https://t.me/alkhoee/71