2023-05-03 22:15:55
المرجع الفياض كما عرفته
يقول الشيخ علي آل محسن القطيفي [دامت بركاته]:
كان أول لقائي بأستاذي العظيم المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض دام ظله الشريف في المدينة المنورة في سنة 1406هـ، حيث كنت أتردّد من حين لآخر على بعثة مرجع الطائفة المحقّق العظيم السيد أبي القاسم الخوئي قدّس سرّه الشريف، التي كان شيخنا الفياض دام ظله واحداً من أفرادها.
كنت أتردد على البعثة لأجل الاستفسار عن بعض المسائل التي كان الحجاج يسألونيها، ولا أجد لها جواباً واضحاً، لا في مناسك الحج، ولا في استفتاءات الحج التي كانت بيدي، فإنه معلوم عند الجميع أن الشيخ الفياض كان من أكثر الملازمين لأستاذه السيد الخوئي، والعارفين بمبانيه وفتاواه، فقد حضر البحث الخارج عنده أكثر من عشرين عاماً، ولازم جلسة الاستفتاء أكثر من 25 سنة إلى وفاة السيد قدّس سرّه.
ولهذا كنت أقصده بخصوصه لسؤاله عما أريد معرفته من مسائل الحج، فأجد عنده بغيتي، وأصل إلى مرادي، وكنت أشعر أني لا أقع في أي حيرة في أي مسألة من مسائل الحج ما دمت قادراً على الوصول إلى الشيخ الفياض وسؤاله.
كان الشيخ الفياض في ذلك الوقت – كما قلت – واحداً من أفراد بعثة السيّد الخوئي قدّس سرّه، وبسبب كثرة العلماء في هذه البعثة فإنه من الطبيعي أن تُطرح المسائل العلمية، ويختلف الحاضرون فيها، وكان كل واحد منهم يدلي بدلوه، إلا أن الشيخ الفياض عادة ما يظل ساكتاً، لا يتكلّم بشيء إلا إذا سُئل، لقد عرفته لا يحب إبراز نفسه، ولا يتسابق مع غيره لإبداء علم أو فضل.
وبعد أن يصول هؤلاء ويجولون في هذه المسألة، وترتفع الأصوات، ويكثر الأخذ والرد، تهدأ أصواتهم إذا قال كل واحد منهم رأيه في المسألة، فيخوضون في مسألة أخرى، عندها أسأل الشيخ عن جواب هذه المسألة، فيجيبني بالجواب الشافي الذي أرى أنه هو الصحيح.
ودام الأمر على ذلك إلى أن توفي السيد الخوئي قدّس سرّه، وصارت أحداث العراق، وتبدّلت الأمور، وتغيّرت الأحوال، إلى أن سهل الله لي أمر الذهاب إلى النجف الأشرف في سنة 1416هـ، بغرض الاستقرار فيها للدرس، وكانت الدروس البارزة في ذلك الوقت في النجف الأشرف هي: درس السيّد السيستاني دام ظله، ودرس الشهيد السعيد الميرزا علي الغروي قدّس سرّه، ودرس الشيخ الفياض دام ظله، وغيرها من الدروس المعروفة.
وبعد أن حضرت جملة من الدروس رأيت أن ضالّتي المنشودة في الحضور في درس شيخنا الفياض فقهاً وأصولاً، فلازمت درسه الشريف إلى أن خرجت من النجف في أواخر سنة 1421هـ.
في خلال هذه المدّة صارت علاقتي بالشيخ الفياض أكثر من علاقة سائل ومجيب، أو علاقة تلميذ بأستاذه، بل توطّدت علاقتي به بدرجة أعظم من ذلك بكثير.
رأيت منه رعاية الأستاذ الحريص على تلاميذه، وحنوّ الأب الرحيم على أبنائه، وعطف الوالد الشفيق على أولاده.
كل مهم وموثوق مع مجموعة
#درع_المرجعية
@almarjieiabot للتواصل
https://t.me/almarjieia
1.8K viewsخادم ساداته, edited 19:15