Get Mystery Box with random crypto!

لمنْ طللٌ أقوى ونؤيٌ تهدما ورسمٌ عفت آياتُه ما تكلّما؟ ألحت | روائع الشعر العربي

لمنْ طللٌ أقوى ونؤيٌ تهدما
ورسمٌ عفت آياتُه ما تكلّما؟

ألحت عليه الساريات وأُسبلت
عليه ذيولُ الرامسات فأعجما

ديارٌ بغرب الأبرقين كأنها
نقوشُ جلاميدٍ أبتْ أن تُتَرجما

وقفت على أطلالها غير أنّني
بكيتُ وهل يجدي البكاءُ المتيّما؟

وما شاقني إلا ظعائنُ أهلِها
وحبلٌ بُعَيدَ الوصلِ أمسى تجذّما

وشمسٌ متى تُحْجَب بدت وكأنّها
من النور لم تحجَبْ محبّبةَ اللمى

ومثقلةِ الأردافِ مطويّةِ الحشا
تكادُ تني من نعمة أن تكلَّما

سقتني كخديها وريقة ثغرها
معتّقةً صهباء تنفي التحلّما

وتخبِئُ رمّان الثُّديِّ وتكتسي
من الحسن مستصفى وحينا منمنما

تضيءُ ظلامَ الليل إما تبسمت
وتُسمعُ إن راحت حلاها ترنما

وإنّي لأخلي الهمّ عنّي بجسرةٍ
إذا جُشّمت لم تأب أن تتجشما

تجوب السهول والحزون كأنها
سفينٌ على لجيّ بحرٍ تسنّما

لها همة الذُّودِ الرواحلِ في الفلا
إذا الآلُ في الأبصار غشّ التوهّما

تخوضُ عباب القارِ رهواً وترتعي
منابتَ جودٍ ، هل ترى البخلَ مطعما ؟!

تراها إذا ما الليلُ أُسدل ثوبه
تسيرُ وتخدي دون أينٍ لتسلما

عذافرةٍ ملساء يَبرق ماؤها
تألّت على من حازها أن ينعّما

بها تنجلي عني الهمومُ وتنتفي
إلى أن أزور الأحوذيّ المكرما

تقيءُ الكماةُ الشوسُ من هول بأسه
ويحرسهُ سيفُ المنايا مُخذِّما

تقدّمَ نحو الحربِ يختال مشيه
له حرسٌ من ذكره قد تقدّما

وإن حاولَ الأقرانُ غفلةَ عينه
أعيدوا إلى قاعٍ وظلّ مُعظّما

يشق طريق المجدِ والمجدُ غِيلُه
ويسلكُ في سبل العُلا لا ليغْنما

أتته القوافي وهي عُونٌ عوانسٌ
فعادتْ بمرأى وجهه وهي كالدمى

ولا أكتب الأشعارَ بغيةَ بلغةٍ
ولكنّ لي قلبا على الشعرِ مُفطما

ربيبُ المعالي وهو منها وليدها
وقد أمّ نحو المجد عزاً محتما

وما أَنشدَ الدهرُ الفصيحُ قصائدا
ومن فقدَ العذب النمير تيمما

وإنّك بحرٌ قد علته غمائمٌ
يهاب به الأسطول أن يتحطّما

شمائلُ ما في الكون طِرسٌ يعدّها
ولو عاد بحرُ الماء حبرا لها لَما

وإن حاولَ الحسادُ منه أعادهم
كما عادَ ربُّ المالِ أشعثَ مُعدما

وطئتَ بنعليكَ الثريّا مُحَمَّداً
وأمستْ يداك البيضُ تلتمسُ السمَا

#المقداد_الحسن