Get Mystery Box with random crypto!

كلمة في استجواب الشيخ محمد حسين يعقوب: أنا لا أعرف الشيخ محمد | المشهد

كلمة في استجواب الشيخ محمد حسين يعقوب:

أنا لا أعرف الشيخ محمد حسين يعقوب معرفة علمية، والرجل فيما يبدو واعظ من الدعاة، له أثره على الكثير من الناس في توبتهم وصلاحهم وعمل الصالحات، وإما إدخاله في أطر الأفكار والمناهج فللناس أقوال فيه، وهي في الحقيقة لا تعني كثيراً في زماننا، وأما نظر المرء للرجال من خلال جماعته ومنهجه جملة هكذا يوقع الحاكم عليه في الغلط، والحق أني أحب التفصيل في الرجال، وهكذا علمتني كتب الرجال عند سلفنا الصالح، حتى لو وضع الرجل في إطار منهجي ما فالحق أن يفصل فيه حسب أقواله ومواقفه، وأما الدخول في صراع معهم بحسب هذه المناهج في وقت فهذا ليس مضطرداً، فقد تواليه في حال، وقد تعاديه في حال أخرى، وذلك بحسب كل موقف على حدة، ونحن نرى أن الناس مع وضعهم في أطر واحدة لكننا نرى اختلافات كثيرة بينهم في الحوادث والنوازل، وهذا يوجب التفصيل دوماً، ويوجب معرفة مآلات الأحوال ومراتب الناس فيها حتى مع الإطار الجامع بينهم.

أقول هذا لما انتشر من شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب أخيراً من داخل المحكمة، والناس في هذه المواقف درجات، فرجل يقول الحق، لأنه يعلمه، ولأنه في مقام الدخول في أجر قائل كلمة الحق عند سلطان جائر، ورجل لا يدري الحق أو غالط فيه يقول ما يعتقد، ورجل يعلم الحق ولكن لا يقدر على قوله، ولكنه لا يقول الباطل، ورجل يعلم الحق ويقول الباطل، فالمراتب كثيرة في هذا الباب، وكل لها حكمها وفي الشرع، وكل لها مرتبتها عند الله.
الشيخ حسين في ظني كان همه أن لا يقول الباطل، ولا ينصر المحكمة في باطلها على المتهمين، وأما قوله الحق، فالرجل بحسب منهجه وهو في السعة على ما يعلمه الناس، فلا يطلب منه في المحكمة أن يقول في (الجهاد) وأهله ما لم يقله في حالة السعة بدون المحكمة الظالمة.
وهذا في ظني مرتبة مدحية، وإن كانت ليست في أعلى المراتب، والشيخ نجح في عدم نصرة الباطل، وإن كان هذا يجعله في موقف غير محمود وخاصة عند العوام، وهو ما أرادته المحكمة من إسقاطه وتشويهه، ومن لاحظ أسلوب القاضي في هذا تبين له مرادهم من تحقيره.

حال الشيخ مع المحكمة كحال كل واحد في مجالس التحقيق، يوازن ويدبر، ومراده أن لا يقول الباطل، ولا يعطي كلمة باطلة توقع غيره في الشر والظلم، وهذا ما وجب في النظر للحكم على الشيخ، والناس الذين يطلبون من الشيخ أن يقول كلماتهم وهم في حالة السعة يكتنفهم مانعان:
- أن الشيخ في أصل الأمر ليس معهم، فطريقته معروفة، وهذا أمر قدري تعيشه أمة الإسلام، وتفرق شر نعيشه بين المشايخ، والله يرحمنا.
- ثانيا: ما دام أن الشيخ في أصله مخالف للجهاديين فما عمله في المحكمة هو في أحسن حالات المطلوب منه، حسب ظني، والله يرحمنا جميعاً.

هذه المحاكم في جوهرها لإسقاط الدعاة والوعاظ، فلنجعلها طريقاً لإسقاط قضاتها الجهلة، والقضاة الظالمين، والكفرة المرتدين، فهذا ما ينبغي إظهاره، والأدلة في استجواب الشيخ في هذه المحكمة واضح جلي.
المحكمة أظهرت شيئاً وحيداً فقط: ألا لعنة الله على الظالمين.