2022-08-03 04:58:52
سلسلة فتاوى العلامــــــــــــــــة
_مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله_
*_●{49}●_*
*《العقيدة والتوحيد》*
*[(الشرك وأنواعه)]*
*(س )*الناس عندنا في شد الرحال إلى صنفين :
الأول : الذين يشدون الرحال إلى القبور بقصد الطواف والذبح والنذر واعتقاد النفع والضر .
الثاني : من يشد الرحال لا لقصد صرف العبادة لغير الله عز وجل ولكن لقصد التبرك بالمكان والتصدق على الفقراء في ذلك المحل والتصدق بالشموع والبخور ونحوها مما يستخدمه سدنة القبور ،
فما حكم الصنف الأول
وما حكم الصنف الثاني ؟
*(ج )*أما الصنف الأول :
الذين يشدون الرحل لدعاء الأموات ، والإستغاث بهم ، والطواف على قبورهم فهذا يعتبر شركا ،
ورب العزة يقول في كتابه الكريم : *{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }*.
ويقول أيضا بعد أن ذكر جملة من الأنبياء في سورة الأنعام : *{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }*.
ويقول أيضا في سورة الفرقان : *{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا }* .
هذا إن قال قائل ما الدليل على أنه شرك ،
فقد روى أبو داوود في (سننه) والترمذي في (جامعه):
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله و سلم - : *" الدعاء هو العبادة " ، ثم قرأ النبي - صلى الله عليه و على آله وسلم - قوله تعالى : " {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }"* .
وقوله أيضا : *{ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }* ، فسماهم كافرين .
وقوله أيضا : *{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }* ،
شاهدنا منه قوله : *{ وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }* .
أما النوع الثاني :
فهي تعتبر زيارة بدعية ،
على أن شد الرحل إلى القبور منهي عنه ،
فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في (الصحيح) يقول : *" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى "* .
أما الثاني فيعتبر بدعة ،
و أيضا قصده التبرك ، و ما يدريه أن ذلك الشخص عنده بركة و أنه من أهل الجنة ، لا نستطيع أن نجزم لشخص بأنه من أهل الجنة ، إلا من جزم له النبي - صلى الله عليه و على آله وسلم - ،
لكن نرجو للمحسن الجنة ، ونخاف على المسيء من الموحدين من النار أي أن يدخلها ويعذب فيها ما شاء الله ثم مآله إلى الجنة .
والتصدق على أؤلئك يعتبر إعانة لهم ،
و رب العزة يقول في كتابه الكريم : *{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }* ، فهم جديرون بأن يضربوا بالسياط ، وأن يطردوا عن تلكم الأماكن التي يُضلون الناس بها ،
قد فعل الولي بفلان كذا وكذا ،
وفعل الولي بفلان كذا وكذا ،
وفعل الولي بفلان كذا و كذا ،
حتى يملئوا قلب الزائر خوفاً و رعباً ، وقد ذكرنا عن الشوكاني في (الذر النضيد) :
أن شخصاً من العامة دخل إلى قبر أبي طير - المقبور بحاشد - ورأى الأنوار عليه ورأى الكساء على القبر فإذا هو يقول : أمسيت يا أرحم الراحمين ، يظن أنه الله سبحانه وتعالى .
فالمهم أؤلئك السدنة الذين يختلسون أموال الناس هم إلى ضربهم بالسياط أحوج ،
بل إذا دعوا إلى التوبة و لم يتوبوا إلى ضربهم بالسيف أحوج ،
لأنه يدعو إلى الفساد :
*{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ }* ،
فهم حقيقون بأن يطردوا عن ذلكم المكان ، أو أن يضربوا بالسيوف لو وجدت دولة بها غيرة على دين الله والله المستعان .
هكذا أيضا لا يجوز لشخص أن يحملهم على سيارته في تلك الزيارة الشركية المتقدمة ،
ولا الزيارة البدعية المتأخرة ،
وهذه كما يقول الصنعاني رحمه الله تعالى في كتابه القيم (تطهير الإعتقاد) :
لكل أهل بلد وثن ينادون به ، ويستغيثون به ،
وقال رحمه الله تعالى في القصيدة التي أرسلها إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب قال :
لـقـد جـاءت الأخبار عنه بـأنـه
يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهراً مـا طوى كـل جـاهـل
4 views01:58